من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن العمليات المسلحة التي وقعت في جنوب إسرائيل أمس (الخميس) تعتبر انتهاكاً خطيراً لسيادة إسرائيل، مؤكداً أن حكومته سترد عليها بصورة صارمة. وأضاف: "إذا كانت المنظمات الإرهابية تعتقد أنه يمكنها أن تتعرض لمواطنينا من دون رد، فإننا سنجعلها تدرك أن إسرائيل ستجبي ثمناً باهظاً للغاية منها".
وعقد رئيس الحكومة مساء أمس (الخميس) اجتماعاً طارئاً لـ "طاقم الوزراء الثمانية" خُصص لمناقشة سبل الرد على هذه العمليات المسلحة، واحتمال حدوث تصعيد في الأوضاع الأمنية ضد قطاع غزة.
وكانت هذه العمليات أسفرت عن سقوط 8 قتلى إسرائيليين، بينهم جنديان، وإصابة العشرات بجروح، وقد وقعت على بُعد 15 كيلومتراً من مدينة إيلات، واستمرت عدة ساعات، ونفذتها خلية "إرهابية" تسللت إلى الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة عبر شبه جزيرة سيناء، وكانت مزودة بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية وأحزمة متفجرة. وتمكنت قوات الجيش الإسرائيلي من قتل 5 أفراد من هذه الخلية، ويبدو أن اثنين آخرين من أفرادها قُتلا برصاص الجيش المصري، بينما تمكن الباقون من الهرب إلى داخل الأراضي المصرية.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة "هآرتس" إن الهدف الأساسي لتسلل هذه الخلية التي تراوح عدد أفرادها بين 15 و20 شخصاً هو اختطاف جنود إسرائيليين ونقلهم عبر سيناء إلى قطاع غزة، لافتة إلى أن الإعداد لهذه العمليات تم في القطاع، وأنه جرى نقل أفرادها عبر أنفاق التهريب في منطقة رفح إلى سيناء، ومن هناك توجهوا إلى إسرائيل من خلال ثغرات في السياج الحدودي بين مصر وإسرائيل.
وجرى تنفيذ العمليات المسلحة داخل الأراضي الإسرائيلية على عدة مراحل: ففي البداية أطلق أفراد الخلية النار على حافلة، الأمر الذي أسفر عن إصابة 7 من ركابها معظمهم جنود بجروح طفيفة ومتوسطة، ثم أطلقوا النار على حافلة أخرى خالية من الركاب، وعلى عدد من السيارات الخصوصية، فتسببوا بسقوط 7 قتلى وإصابة عشرات آخرين بجروح. ورداً على ذلك أرسل الجيش الإسرائيلي تعزيزات كبيرة إلى المنطقة وجرت اشتباكات متفرقة بين الجيش وأفراد الخلية المسلحة أسفرت عن قتل أحد أفراد القناصة الإسرائيليين، و5 من أفراد الخلية المسلحة. ولاحقت قوات الجيش الإسرائيلي بقية أفراد الخلية داخل الأراضي المصرية، بينما كانت مروحيات إسرائيلية تحلق فوق هذه الأراضي. وعلمت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي حافظ طوال الوقت على قناة اتصال بالجيش المصري من أجل وضع حدّ لهذه العمليات.
ووصل إلى موقع العمليات كل من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء بـِني غانتس، وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية الجنرال طال روسو. وعقد ثلاثتهم مؤتمراً صحافياً أكد خلاله وزير الدفاع أن سيطرة مصر على شبه جزيرة سيناء آخذة في التلاشي في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع العامة في هذا البلد، بينما قال قائد المنطقة العسكرية الجنوبية إن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب في منطقة الحدود مع مصر منذ عدة أشهر وذلك في ضوء تزايد الإنذارات الاستخباراتية بشأن إمكان وقوع عمليات مسلحة من هذا القبيل، أمّا رئيس هيئة الأركان العامة فأكد أن رد الجيش كان سريعاً، ولذا تمكن من تقليل الخسائر.
وفي المساء شنّت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي غارات كثيفة على عدة مواقع في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة أسفرت عن مقتل رئيس "لجان المقاومة الشعبية" كمال النيرب المسؤول عن العمليات المسلحة في القطاع، واثنين من نوابه، ومسؤول رفيع المستوى في هذه اللجان كان ضالعاً في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط [الأسير لدى حماس].
وفي إثر هذه الغارات أطلق الفلسطينيون الليلة الماضية صاروخين من طراز غراد على مدينة عسقلان سقط أحدهما في منطقة غير آهلة، بينما تمكنت منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ قصيرة المدى، والتي أعيد نصبها بالقرب من هذه المدينة، من إسقاط الصاروخ الثاني.
من ناحية أخرى قالت مصادر في جهاز الأمن العام [شاباك] إن الجيش الإسرائيلي كان لديه إنذار محدد بشأن احتمال أن تقوم هذه الخلية "الإرهابية" التي خرجت من غزة بعملية لاختطاف جنود إسرائيليين، لكن مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى قالوا أن الجيش لم يتوقع أن يقدم أفراد الخلية على تنفيذ عملياتهم المسلحة في وضح النهار. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى إن هذا الأمر سيحتل أولوية قصوى في التحقيقات التي ستُجرى في الفترة المقبلة لتقصي وقائع ما حدث.