سقوط المفاهيم "الإجماعية" الإسرائيلية واحداً تلو الآخر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      منذ 40 عاماً ومفهوم "الإجماع" هو المحور الذي تدور حوله السياسة الإسرائيلية. لكن منذ حرب حزيران 1967 وحتى أيامنا هذه هناك صفة مشتركة واحدة لجميع الخطط التي انعقد إجماع حولها، وهي أنها كانت مجرد وهم ذاتي لا أكثر.

·      الخطة الأولى التي تكوّن إجماع حولها هي تلك التي سادت منذ حرب حزيران 1967 وحتى أواسط الثمانينيات، وبدأت تلفظ أنفاسها في نهاية حرب لبنان الأولى، واشتملت على بنود رئيسية هي: لا يوجد شعب فلسطيني ولن تقام دولة فلسطينية أبداً، تقسَّم الضفة الغربية بين إسرائيل والأردن وتُضم أقسام كبيرة منها إلى إسرائيل لاحتياجات الأمن، لا انسحاب إلى حدود 1967، وياسر عرفات هو هتلر الثاني.

·      لدى توقيع اتفاق أوسلو بدأ يتبلور إجماع ثان، بموجبه يعتبر المؤقت هوالدائم. وهكذا تم التغاضي عن مواجهة الاستيطان. وفقط في فترة ولاية إيهود باراك نضجت فكرة دولتين لشعبين.

·      حل الدولتين هو حلم غالبية الإسرائيليين حالياً. لكن المشكلة أن الزمن تغير مرة أخرى، وهناك شك في أن هذا الإجماع الثالث ممكن التحقيق.  

·      إذا كان المجتمع الإسرائيلي قد سلّم بأنه لا يملك القوة السياسية أو المعنوية المطلوبة لتفكيك المستوطنات فينبغي عليه أن يسأل نفسه: "ماذا بعد؟". إذا لم تكن النية متجهة إلى طرد السكان العرب من الضفة الغربية، فإن الحل الوحيد هو تسليم مناطق في الجنوب إلى السلطة الوطنية الفلسطينية لقاء المستوطنات.

·      علاوة على ذلك ربما يجدر محاولة تجنيد الولايات المتحدة وأوروبا لجهد مشترك يهدف إلى إقناع المصريين، بقوة مليارات اليورو، بارتداء عباءة منقذ الفلسطينيين والتنازل لهم عن جزء من المنطقة الممتدة بين رفح والعريش لمصلحة دولتهم.