باراك الصامت منذ سنة سيتكلم كثيراً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      الصمت الذي يلف إيهود باراك منذ تسلمه منصب وزير الدفاع قبل شهر ظاهرة غير مألوفة لدينا. يقول أحد أصدقائه إن باراك غاب عن المؤسسة الأمنية سبعة أعوام تغيرت خلالها أشياء كثيرة. فقد شهدت إسرائيل الانفصال (عن قطاع غزة) والحرب (على لبنان) والفشل فيها، وصواريخ القسام، والآن هناك حماس وإيران.  

·      باراك يدرس بشكل جذري الأخطاء التي ارتكبت والمهمات الماثلة أمامه، وهو ليس في حاجة إلى تصدّر عناوين وسائل الإعلام مثلما فعل وزير الدفاع السابق عمير بيرتس الذي لم يعرف ولم يتعلم شيئاً في الشؤون الأمنية. كما أنه ليس في حاجة لشن حرب كي يثبت أنه قائد وطني.

·      في جلسة هيئة الأركان العامة الأولى بعد تسلمه منصب وزير الدفاع قال باراك "إن الشرق الأوسط منطقة لا تتسامح مع الضعفاء ولا تمنح فرصة ثانية لمن ليس في وسعهم الدفاع عن أنفسهم.... يمكن التوصل إلى حلول وسط من موقع القوة والثقة بالنفس عندما تقف إسرائيل على قدمين قويتين وثابتتين في الأرض وتكون عيناها مفتوحتين ولا تخافان رؤية أي واقع مهما تكن قسوته. اليد الواحدة تبحث عن أي فتحة لتحقيق سلام الشجعان، إن أمكن، لكن اليد الثانية على الزناد ومستعدة لأن تضغط عليه عندما تحين الحاجة".

·      لا حاجة إلى تحليل هذه الأقوال كي نفهم أن باراك يعدّ العدّة لرئاسة الحكومة في فترة ما بعد تقرير فينوغراد، ولا يوجد الآن في المؤسسة الإسرائيلية شخص مثله شغل مناصب رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، وكان رجل أعمال ناجحاً وأصبح ناضجاً لوراثة إيهود أولمرت الذي يبدو أن مصيره سيحسم قريباً. عندها لا خوف أن يواصل باراك صمته، لأنه سيتكلم كثيراً.