حاجة أولمرت لإنجاز عشية "فينوغراد" وبوش لسمعة وراء تكرار مسار أوسلو المدمر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      هناك تفسيرات عديدة للانطلاق الفجائي للنشاط السياسي الحثيث في الأشهر القليلة الفائتة. أحد هذه التفسيرات حاجة الرئيس جورج بوش إلى تقديم خطة تنقذ ما بقي له من احترام في المنطقة مع انتهاء ولايته الفاشلة، وحاجة إيهود أولمرت إلى تقديم إنجاز سياسي عشية نشر التقرير الكامل للجنة فينوغراد، وكذلك الحاجة إلى تلبية الطلب الصادر من جميع الجهات بشأن تعزيز قوة محمود عباس، والحاجة العميقة لإخراج معسكر السلام الإسرائيلي من دائرة اليأس وتزويده بجرعة إيجابية تمكنه من مواصلة الاعتقاد بأن غالبية الجمهور الإسرائيلي تؤيد حل الدولتين، وبأن أيديولوجية أرض إسرائيل الكاملة لفظت أنفاسها الأخيرة حتى لدى معسكر اليمين.

·      العملية السياسية التي يديرها أولمرت وبوش تشكل وتداً يمكن تعليق هذا التفاؤل عليه. ولكن المشكلة هي أن الواقع لا ينسجم مع النظريات والتمنيات. فالبناء الإسرائيلي في الضفة الغربية مستمر بوتائر سريعة، ونظام الفصل العنصري يترسّخ، وتحطيم المجتمع الفلسطيني يتواصل، وإنشاءات جدار الفصل قائمة على قدم وساق، وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة يكاد يتخذ طابع الفصل الجيوسياسي شبه الدائم، واحتمال أن ينجح أبو مازن في ترسيخ سلطة مستقرة في الضفة الغربية يبدو بعيداً.

·      العملية السياسية الحالية من الممكن أن تكرر مسار أوسلو المدمر، بمعنى أن تخلق الوهم بأن هناك تقدماً يتغذى من الحاجة الطبيعية إلى تطوير الأمل. ولكن لم يعد في وسع النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني أن يتحمل وهماً متبدداً آخر، ولذا على المنخرطين في النشاط السياسي خلال عطلة تموز/يوليو – آب/أغسطس أن يعوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا الشأن.