ضرب الداخل خلال حرب لبنان والتسرع في خوضها وقلة الجاهزية لها ليست مدعاة للاحتفال
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      لا يوجد سبب يدعو إلى الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لحرب لبنان الثانية، لأنها الوحيدة من بين حروب إسرائيل التي تعتبر فاشلة. لقد كانت أطول حرب عاشتها إسرائيل، باستثناء حرب تأسيس الدولة (1948). وكانت الحرب الوحيدة التي ضرب فيها العدو عمق جبهتها الداخلية. كما كانت الحرب المدبرة الوحيدة التي تقررت بعد دراسة متسرعة استغرقت بضع ساعات فقط، والحرب الوحيدة التي ذهبنا لخوضها ونحن غير جاهزين، فأدت إلى تآكل أسطورة الردع والقوة العسكرية الإسرائيلية في نظر جاراتها والعالم كافة.

·      مع ذلك فمن حظنا أن الحرب اندلعت قبل عام لا بعد ثلاثة أعوام أو خمسة أعوام، وكشفت عدم جهوزيتنا من الناحية المهنية لحرب مدبرة يعلم الله أين وكيف ومَن كانت إسرائيل ستواجه فيها.

·      في الحروب المستقبلية ستكون الجبهة الداخلية جزءاً لا يتجزأ من جبهة القتال. ومع جميع نظم الصواريخ المنصوبة من حولنا فإن صواريخ الكاتيوشا وزلزال ستعتبر لعب أطفال في المواجهة المقبلة.

·      إزاء دروس الحرب وتهديدات سورية وسعي إيران لامتلاك السلاح النووي تُطرح نظريات عديدة بشأن ساحة القتال المستقبلية. وفي مقابل تزوّد العدو بسلاح هجومي، والخطر الذي يتهدد الجبهة الداخلية، فإن السؤال الأهم لا يتعلق بأي سيناريو يستعد الجيش له، بل كيف يتعين على المؤسسة السياسية أن تستعد لاتخاذ القرارات المتعلقة بالحياة والموت.

·      إن النصر سيكون حليف الذي لديه قيادة تدرس خطواتها بشكل صحيح، لا الذي يمتلك أسلحة أكثر تطوراً وأشد فتكاً.