دعوة "حزب الله" إلى سان كلو والطلب من إيران تليين موقفه من الحكومة اعتراف بنفوذه
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يبدو أن فرنسا تحديداً هي التي حلّت المعضلة الإسرائيلية التي تدور حول السؤال التالي: هل خرج حزب الله من حرب لبنان الثانية أقوى أم أضعف مما كان؟ في نهاية هذا الأسبوع يصل مندوبون عن حزب الله إلى بلدة سان كلو في فرنسا لإجراء "حوار لبناني وطني" بإشراف فرنسي. وهذه هي المرة الأولى التي يدعى فيها حزب الله إلى الجلوس كطرف سياسي على قدم المساواة مع سائر الأطراف، في لقاء يهدف إلى إيجاد حل لمستقبل لبنان السياسي.

·      كل من يشارك في هذا اللقاء، الذي سيديره وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر، على ما يبدو، يعرف قوة حزب الله ونفوذه السياسي. وهي قوة واضحة إلى درجة أن المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، جان كلود كوسران، سافر خصيصاً إلى طهران يوم الأربعاء، للمرة الثانية خلال عشرة أيام، لإقناع إيران بتليين حدة موقف حسن نصر الله من مسألة إقامة حكومة وحدة وطنية في لبنان.

·      هكذا لم يعد نصر الله مندوب إيران في لبنان فحسب، وإنما أدخل إيران أيضاً كشريك فاعل في المسارات السياسية لا العسكرية وحدها، ومنحها مكانة في وسعها أن تستغلها في مباحثات مقبلة مع فرنسا بشأن قضايا أخرى مثل المسألة النووية ومستقبل العراق. وبسبب مكانة حزب الله فهمت السعودية أن عليها التعاون مع إيران في المسألة اللبنانية.

·      على خلفية هذه التطورات يبدو أن المعيار لقياس قوة حزب الله ونفوذه بناء على عدد الصواريخ التي يمتلكها أصبح بحاجة إلى تغيير جراء الرافعة الاستراتيجية التي منحتها الحرب لهذا الحزب. ولم تكن هذه القوة نتيجة مباشرة لحرب لبنان الثانية، لأن حزب الله أثبت قدرته على إيجاد جمود سياسي في لبنان قبل الحرب. لكن الضربة التي تلقاها في الحرب، وخصوصاً القرار 1701 الذي منح الجيش اللبناني مكانة جديدة ومنح الحكومة اللبنانية مكانة دولية قوية، سرعان ما أصبحت رافعة استراتيجية نقلت لبنان إلى الساحة الدولية، وجعلت حزب الله لاعباً في الساحة الإقليمية لا اللبنانية وحدها.