· حسب رأيي يكمن التحدي الأهم الذي يواجه قادة إسرائيل في منع وقوع حرب لا لزوم لها في الشمال. وهو كذلك لأن القتال ضد الفلسطينيين هو قتال طويل الأمد ولا يوجد حل عملي له في الأعوام القريبة المقبلة، كما إن إسرائيل ليست طرفاً رائداً في الساحة الإيرانية.
· حرب لبنان الثانية عززت لدى الدول والمنظمات في المنطقة مفهوماً إستراتيجياً مفاده أن عدم الخسارة تساوي نصراً. وإسرائيل، التي لم تهزم عسكرياً، فشلت في الحرب الأخيرة في استخدام كامل قوتها العسكرية وفي تحقيق أهدافها وفقدت قوتها الردعية، وهذا ما أدى إلى نشوء وضع جديد في مقابل السوريين، وجعل الحرب مع سورية تبدو محتملة في الوقت الراهن.
· في مقدور الجيش الإسرائيلي أن يواجه سورية وينتصر عليها. مع ذلك فمن المهم أن يفهم مواطنو إسرائيل وقادتها أن الحرب المقبلة ستكون، في حالة اندلاعها، مختلفة عن حروب الماضي إذ أن الجبهة الداخلية ستكون الهدف المركزي لكل من سيهاجمنا.
· حتى إذا وجد الجيش الإسرائيلي نفسه، في أعقاب اندلاع مواجهة عسكرية، في عمق سورية بعد تدمير دمشق، فإن تل أبيب ستمسّ بصورة شديدة أيضاً. ولن يكون ذلك انتصاراً إسرائيلياً تترتب عليه إنجازات سياسية هامة.
· يتوجب على القيادة الوطنية الآن أن تخصص كل الموارد المطلوبة للمؤسسة الأمنية لكي تستعد لأي سيناريو محتمل، وفي موازاة ذلك يتوجب عليها أيضاً أن تبذل أقصى الجهد لمنع اندلاع مواجهة في الشمال.