· أضاء استطلاع معهد "بيو" الذي كان الهدف منه تقصي ملامح اليهودي الأميركي ونشرت نتائجه الشهر الماضي، إشارات الإنذار لدينا، نحن زعماء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. فقد كشف الاستطلاع أرقاماً مقلقة تتعلق بالاندماج: معدل الزيجات المختلطة وسط مجموع السكان اليهود نحو 58%، ويصل وسط اليهود الأورثوذكس إلى 71%.
· صحيح أن المجتمع الأميركي يشهد بصورة عامة مسار علمنة، لكن الأرقام وسط الجالية اليهودية أعلى من غيرها، فهناك نحو 22% من اليهود لا يؤمنون بأي دين من الأديان، وتصل هذه النسبة بين الذين ولدوا بعد 1980 إلى 32%.
· في نظر قسم من الإسرائيليين، لا تبدو هذه الأرقام مثيرة للقلق، وهذه ليست هي المرة الأولى التي يسمع فيها الإسرائيليون بالتحديات التي تواجهها الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. وبعضهم يتعجب متسائلاً: "ما علاقتنا بذلك؟".
· لقد كان الحوار الدائر طوال سنوات بين الشعب اليهودي المقيم في صهيون وإخوته الذين بنوا حياتهم في الخارج، حواراً غير متكافئ، لكنه شهد تطورات مهمة. فالجاليتان تناضلان من أجل القضايا الأساسية المتعلقة بالهوية اليهودية وبأهمية القيم اليهودية ودورها في اتخاذ القرارات، والجهة المسؤولة عن نقل هذه القيم إلى الشباب. وهنا تبرز مسألة المحافظة على العلاقة بإسرائيل.
· تحتاج هاتان الجاليتان إلى بعضهما البعض وإلى الحوار الذي يجري في إطاره رصد هذه التحديات. وفي المؤتمر السنوي الذي يعقده اتحاد الجاليات اليهودية في أميركا الشمالية وينعقد هذه الأيام في القدس، يشارك ممثلو نحو 153 اتحاداً إلى جانب 300 تجمع صغير. وهؤلاء يجمعون سنوياً 3 مليارات دولار من أجل تمويل خدمات الرفاه والتعليم في الولايات المتحدة وإسرائيل و70 دولة أخرى. هناك أكثر من 140 متحدثاً في المؤتمر نصفهم من النساء. وأرى بوصفي رئيساً للاتحاد ضرورة النظر إلى الأمام والتركيز على المسائل الآتية: مستقبل إسرائيل ومستقبل علاقتها بيهود الشتات، ومستقبل الجالية اليهودية في أميركا الشمالية.
· ولهذه المسائل الكبرى بُعد شخصي مهم بالنسبة للمشاركين الذين يسألون أنفسهم: "ماذا أفعل كي أؤثر وكي أغيّر وكي أوسّع دائرة المهتمين؟".
· لقد أثبت اتحاد الجاليات اليهودية في أميركا الشمالية في الماضي قدرته على العمل: فقد ساعد على تهجير 3 ملايين يهودي إلى إسرائيل، وكان نضالنا من أجل يهود الاتحاد السوفياتي [سابقاً] نموذجاَ بارزاً على وقوف الجالية بأكملها دفاعاً عن الهدف المشترك.
· إن اختيار القدس مكاناً لعقد المؤتمر يعطي بعداً رمزياً خاصاً لهذا الحدث. وتحتل مسألة التعددية الدينية حيزاً كبيراً من النقاش الدائر عن العلاقة بين يهود الولايات المتحدة وإسرائيل، المشحون أحياناً بالتوتر.