نتنياهو يدفع ثمن المواجهة التي خاضها مع إدارة أوباما
تاريخ المقال
المصدر
- يمكن القول إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يدفع في الوقت الحالي ثمن مواجهة لا لزوم لها خاضها مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على مدار الأعوام الأربعة الفائتة في ما يتعلق بموضوعات لا تُعتبر حيوية بالنسبة إلى الأمن القومي الإسرائيلي مثل تجميد الاستيطان في المناطق [المحتلة]، والتأييد غير المباشر لمنافسه في انتخابات الرئاسة الأميركية ميت رومني.
- كما أنه يدفع ثمن قيامه بتحويل قضية البرنامج النووي الإيراني إلى قضية إسرائيلية محضة من خلال إطلاق تصريحات وتهديدات على غرار أن إسرائيل ستواجه إيران بمفردها إذا ما تلكأ العالم في مواجهتها. وبذا، فإنه تسبب بعزلة إسرائيل في مقابل الولايات المتحدة والعالم في موضوع حرج مثل البرنامج النووي الإيراني، على الرغم من أن موقفه إزاءه صحيح وعادل للغاية.
- وفي ضوء التطورات الأخيرة، لم يبق لنتنياهو سوى التلويح بأنه لا يقف بمفرده، وإنما تقف معه السعودية- تلك الدولة الظلامية التي ساهمت في إنتاج تنظيم القاعدة والإسلام المتطرف والعمليات الإرهابية في الولايات المتحدة في 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
- إن المسؤولية عن الوضع الحالي في كل ما يتعلق بإيران وما نجد أنفسنا في خضمه، يتحملها رئيس الحكومة على نحو مباشر، ويمكن أن تؤدي مواقف نتنياهو إلى التضحية بمصالح إسرائيلية حيوية، وقد حان الوقت كي يدرك أنه منذ انتخاب حسن روحاني رئيساً لإيران، فإن الخيار الأفضل بالنسبة إلى الولايات المتحدة [لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني]، هو التوصل إلى اتفاق مع طهران. وينسجم هذا الموقف الأميركي مع المواقف التي تتبناها كل من روسيا وبريطانيا وألمانيا والصين وحتى فرنسا، على الرغم من أن هذه الأخيرة أبدت موقفاً متصلباً في آخر جولة مفاوضات جرت في جنيف بين هذه الدول وإيران الأسبوع الفائت.
- بناء على ذلك، فإن ما يجب القيام به هو الانتظار ريثما يتبلور الاتفاق، والإقرار بأن تطورات كثيرة حدثت وأن الزمان تغيّر أيضاً.