قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه تحادث هاتفياً خلال نهاية الأسبوع الفائت مع كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، وقال لهم إنه وفقاً للمعلومات التي وردت إليه فإن الصفقة التي كان من المزمع توقيعها مع إيران [في ختام جولة المفاوضات الأخيرة بين مجموعة دول 5+1 وإيران في جنيف] سيئة وخطرة ليس بالنسبة إلى إسرائيل فحسب، وإنما أيضاً بالنسبة إليهم وإلى السلام في العالم أجمع لكونها تخفف مرة واحدة من ضغط العقوبات الذي تفاقم خلال أعوام كثيرة، وتتيح لإيران إمكان الاحتفاظ بقدرتها على تخصيب اليورانيوم والمضي قدماً في مسار إنتاج البلوتونيوم.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) في سديه بوكِر [جنوب إسرائيل] في مناسبة إحياء ذكرى مرور أربعين عاماً على وفاة رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول ديفيد بن- غوريون، أن الصفقة المقترحة مع إيران لا تشمل تفكيك ولو جهاز طرد مركزي واحد.
وأشار رئيس الحكومة أيضاً إلى أنه سأل الزعماء الذين تحادث معهم لماذا هذه العجلة إزاء توقيع اتفاق مع طهران؟ واقترح عليهم أن يتريثوا ويفكروا في هذا الأمر ملياً لكون الحديث يدور حول قرارات تاريخية.
وأعرب نتنياهو عن رضاه من عدم التوصل إلى اتفاق في المرحلة الحالية، لكنه في الوقت عينه شدّد على أنه لا يوهم نفسه بأن هذا سيستمر بسبب ما أسماه وجود رغبة قوية لدى الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لأزمة البرنامج النووي الإيراني.
وقال إنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق لكن بشرط أن يكون جيداً لا سيئاً، مشيراً إلى أن الاتفاق الجيد يجب أن يتضمن تفكيكاً كاملاً للقدرة الإيرانية على التزوّد بأسلحة نووية وعلى تصنيع المادة المطلوبة لإنتاج أسلحة نووية، في حين أن الاتفاق السيئ يبقي هذه القدرة على حالها ويخفف كثيراً من حدّة العقوبات. وكرّر أن إسرائيل ستبذل كل ما في وسعها من أجل إقناع القوى العظمى وزعماء الدول الغربية بتجنب التوقيع على اتفاق سيئ.
على صعيد آخر، انتقد رئيس الحكومة مظاهر التحريض ضد إسرائيل والشعب اليهودي في مناطق السلطة الفلسطينية بما في ذلك رسم صلبان معقوفة في بعض الأماكن، مؤكداً أنها نتيجة مباشرة لمواصلة التحريض الهمجي ضد دولة إسرائيل.
وأضاف: "لأسفي الشديد، فإن هذا لا يشكل دليلاً على أي اعتدال، ولا يكمن فيه طريق إحراز السلام. هكذا لا يتم التوصل إلى السلام. كما أن تحقيق السلام لن يتم من خلال ممارسة الضغوط الدولية على إسرائيل". وشدّد على أنه مهما تكن الضغوط التي تمارس على الحكومة الإسرائيلية، فهي لن تساوم على مصالح إسرائيل الحيوية وعلى إصرارها على أمنها وباقي الأمور التي تعتبر ضرورية من أجل التوصل إلى اتفاق. وأكد أنه سيتم التوصل إلى الاتفاق فقط عندما تُلبّى المصالح الإسرائيلية وفي مقدمها الأمن.