الديموغرافيا بين الفلسطينيين واليهود تتغير مع تفاوت نسبة الولادات
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·      هناك مسألتان تشغلان بال الجمهور بشأن المشكلة الديمغرافية، وهما: هل تؤثر المسارات الديمغرافية على ميزان إسرائيل الاستراتيجي في مقابل الفلسطينيين والدول المجاورة، وكيف؟ وهل تؤثر المسارات الديمغرافية على وجود الجاليات اليهودية في الشتات وعلى جوهر العلاقات بين إسرائيل والشتات وبالتالي على ميزان إسرائيل الاستراتيجي؟

·      إنني أدعي بأن هناك خطأ فادحاً في التقدير المفرط لعدد الفلسطينيين، كما أن هناك خطأ فادحاً في تقدير عدد اليهود في الولايات المتحدة. وسيتم توضيح بعض هذه الأخطاء في مؤتمر معهد تخطيط سياسات الشعب اليهودي الذي سيعقد في غضون الأيام القريبة المقبلة، بمشاركة خبراء وشخصيات محلية ودولية.

·      الجدل الدائر في هذا الشأن يتركز فيما إذا كانت الغالبية اليهودية في المناطق التي تشمل إسرائيل ويهودا والسامرة (الضفة الغربية) هي 62% بحسب إدعاء المتشائمين أم 67% بحسب إدعاء المتفائلين. غير أنه من الواضح للجميع أن معدل الزيادة الطبيعية الراهنة لعموم السكان الفلسطينيين في الدولة والمناطق (الفلسطينية) يساوي ضعفي معدل الزيادة الطبيعية لدى اليهود. وفي كل تلك المناطق تنخفض نسبة اليهود من عام لآخر. وهكذا تزداد علامات الاستفهام بشأن ماهية دولة إسرائيل ككيان يهودي وفي الوقت نفسه ككيان يتمسك بمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الفرد.

·      حجم الهجرة إلى إسرائيل، الذي بلغ الآن حدّه الأدنى تاريخياً، لا يسهم كثيراً في التوازن السكاني. وفي موازاة ذلك لا تزال العائلة اليهودية في إسرائيل تتبنى نمط أسرة من أربعة أولاد فقط. وفي الشتات يتجادلون فيما إذا كانت الزيجات المختلطة في الولايات المتحدة هي 45% أو 55%، لكن لا شك أن هذه الظاهرة تؤدي إلى تآكل الجيل اليهودي الشاب وتسهم في تقدم سن الجمهور اليهودي وفي تقليص عدده.

·      إن السكان هم الرأسمال البشري الذي يعتمد عليه مستقبل المجتمع الإسرائيلي. في الظروف الديناميكية للحاضر والمستقبل المنظور فإن البيئة المحيطة تطرح تحديات أمام الوجود اليهودي تتطلب استثمار أقصى قدراته. في إسرائيل لا تزال أسئلة الأمن هي الأكثر إلحاحاً وتستدعي حلولاً إبداعية، ويحتل العنصر البشري - الديمغرافي مكاناً مركزياً فيها. وفي الخارج يظل السؤال الرئيسي هو كيف نحافظ على توقّد شرارة الاعتزاز اليهودي في صفوف الشبيبة المعرضة لإغراءات تحقيق ذاتهم من خلال ثقافات أخرى. إن تخطيط السياسة الرامية إلى تحقيق مستقبل أفضل هناك وهنا يمر عبر المحطة الديمغرافية.

 

المزيد ضمن العدد 244