تحصين الجبهة الداخلية سيحسم نتائج الحرب المقبلة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       من الممكن ألاّ تتجاوب أغلبية الجمهور مع مناورات الجبهة الداخلية عندما ستنطلق صفارات الإنذار في الساعة الحادية عشرة صباحاً والسابعة ليلاً، فالجزء الأكبر من الجمهور قد ينسى المناورة، ومَن سيتذكر منه فإنه لن يتوجه إلى الملاجىء أو إلى الأماكن الآمنة، وإنما سينتظر توقف الصفارات. ويمكننا أن نفسر هذه اللامبالاة لدى الجمهور الإسرائيلي بأنها دليل على تمسكه بالحياة، أو بأنه يعيش ضمن فقاعة منقطعاً عمّا يحدث حوله، فلا يشعر بالتهديدات التي تحيط به ولا يرى آلاف الصواريخ المصوّبة نحو كل نقطة في إسرائيل. وعندما تحين ساعة الحقيقة لن يجد هذا الجمهور وقتاً لطرح الأسئلة، لذلك فإن التدرب على كيفية التصرف في أوقات الطوارىء سينقذ الأرواح عندما ستتساقط الصواريخ من حولنا.

·       وفي كل الأحوال، يجب ألاّ يتكرر ما حدث للجبهة الداخلية أيام حرب لبنان الثانية، إذ إن دروساً كثيرة تم استخلاصها من حرب تموز/يوليو 2006، وجرى استيعابها بصورة خاصة على الصعيد العسكري، كذلك طورت قيادة الجبهة الداخلية قدراتها بصورة كبيرة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

·       لكن المشكلة ما زالت مطروحة على الصعيد المدني، وعلى صعيد الأداء المثير للجدل لعدد من وزارات الدولة، بالإضافة إلى عدم منح الوزارة الجديدة، أي وزارة الدفاع المدني والجبهة الداخلية*، صلاحيات توجيه عمل سائر الوزارات

الأخرى في أوقات الطوارىء. من هنا ليس واضحاً إلى متى ستصمد الوزارة الجديدة المطروحة على طاولة وزارة الدفاع حيث يحاول كبار المسؤولين هناك عرقلة ولادة هذه الهيئة التي من شأنها إنقاذ الأرواح.

·       إن نتائج الحرب المقبلة مرهونة بقدرة صمود الجمهور على الجبهة الخلفية. لذا، فإن لامبالاة الناس إزاء المناورات أمر مقلق، لكن الأكثر إثارة للقلق هو الثغرات في استعدادات السلطات المحلية، وفي خططها وصلاحياتها، وميزانياتها، إذ ينبغي لنا إصلاح هذا كله قبل أن تنطلق صفارات الحرب الحقيقية.

________

* هي وزارة جديدة وافق الكنيست بالإجماع على إنشائها في آذار/مارس الماضي ويترأسها الوزير ميتان فلنائي. (المترجمة)