المناورات الأخيرة نقطة تحول في الدفاع عن الجبهة الداخلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       تُجري إسرائيل هذا الأسبوع مناورة عسكرية للدفاع عن الجبهة الداخلية، وذلك للعام الخامس على التوالي منذ حرب لبنان الثانية التي شكلت نقطة تحول في المعالجة الحكومية لموضوع الجبهة الداخلية. لقد تحول تدريب المواطنين والسلطات المحلية إلى عنصر مهم في إعداد الجبهة الداخلية لمواجهة عسكرية شاملة يتوقع الجيش خلالها أن تتعرض المراكز السكانية في إسرائيل، لمدة شهر، لسقوط عشرات الصواريخ والقذائف المزودة برؤوس حربية تقليدية، إلى جانب صواريخ مزودة برؤوس كيماوية، الأمر الذي سيؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وضرب المنشآت الحيوية مثل شركة الكهرباء.

·       إن سيناريو التهديد الذي يقدمه الجيش خطِر، ومما لا شك فيه أن تدريب الجمهور والهيئات المسؤولة على مواجهته أمر حيوي وضروري. لكن على الرغم من ذلك لا مفر في هذه الأوضاع من عملية مراجعة ذاتية وطنية للتطورات التي طرأت على إسرائيل خلال الأعوام الخمسة الأخيرة منذ الأزمة التي مرت بها الجبهة الداخلية في حرب لبنان الثانية. فقد بُذل الكثير منذ ذلك الحين على هذا الصعيد، وخلال العام الفائت حدثت قفزة مهمة في مجال الدفاع الفعّال جرّاء النجاح الكبير الذي حققته منظومة "القبة الحديدية" في التصدي للصواريخ التكتيكية القصيرة المدى، وجرّاء مواصلة تطوير منظومات سلاح جديدة تدخل في إطار الدفاع المتعدد المستويات. ويمكن أن نضيف إلى ذلك خطوات مهمة في مجال الردع المركز، والرقابة، والتحكم، وتعزيز قدرة السلطات المحلية، والمناعة الاجتماعية.

·       إلاّ إن هذا كله، وغيره، لم يشكل جزءاً من رد شامل وموحد يستند إلى عقيدة عسكرية وطنية تتناول الدفاع عن الجبهة المدنية. وما دامت العقيدة الشاملة غير موجودة فإنه لن يكون في إمكان إسرائيل تحقيق قدرتها على رد الأخطار المتزايدة، وتقليص الثغرة الكبيرة القائمة بين هذا الخطر وقدرة إسرائيل على مواجهته.

·       إن الجزء الأكبر مما تحقق اليوم [على صعيد الدفاع عن الجبهة الداخلية] جاء متأخراً، وبعد تردد وضغوط، وحصيلة مجموعة من الخطوات العشوائية، وذلك نتيجة عدم وجود هيئة حكومية رسمية في إسرائيل مسؤولة بصورة واضحة وقانونية عن الدفاع المدني في الجبهة الخلفية في أوقات الطوارىء.

·       إن إقامة وزارة للدفاع المدني في الجبهة الداخلية يمكن أن يشكل فرصة مهمة جداً من أجل تغيير هذا الوضع المقلق. فمع إعطاء الصلاحيات اللازمة، سيكون في إمكان الوزراة الجديدة والوزير بلورة عقيدة دفاع مدني، ووضع خطة عمل تنفيذية رسمية تستند إلى موازنة لعدة أعوام، ويمكن أن تشكل الأساس المتين والمتفق عليه لوضع الرد المطلوب. إن "نقطة تحول خمسة" يمكن أن تتحول إلى نقطة تحول حقيقية في إعداد الجبهة الداخلية.