· حاول الرئيس الأسد في خطابه أمس، وهو الأول منذ شهرين، أن يظهر واثقاً من نفسه ومن سيطرته على ما يحدث في بلده، لكن مظهره الخارجي كان يدل على عكس ذلك تماماً، إذ بدا الأسد مضطرباً وقلقاً.
· ووصف الناطقون باسم النظام السوري خطاب الأسد في جامعة دمشق بـ "التاريخي"، فهو دعا في خطابه إلى التهدئة والمصالحة، لكن ثمة شك في قدرته على تحقيق ذلك. فقد شاهد المواطن السوري بالأمس زعيماً خائفاً مضطرباً، ولا يتمتع بالكاريزما، والأهم من ذلك يبدو أنه لا يصدق الكلام الذي يقوله، والذي، على ما يبدو، كتبه له أحد مستشاريه. كذلك، فإن المواطن السوري لم يعد يأمل كثيراً بالوعود التي يقدمها الرئيس بعد أسابيع من التظاهرات ومئات القتلى.
· كان مفيداً الاستماع إلى المقاطع التي تناول فيها الأسد موضوع الاقتصاد السوري والخسائر التي قد تلحق به، إذ كان هذا بمثابة اعتراف منه بأن الأحداث شلت الدولة. وتحدث الرئيس عن الضرر الخطير الذي سببه تدفق اللاجئين إلى تركيا، الأمر الذي كشف ما يجري في سورية أمام العالم، وشكل ضربة قاسية لصورة الأسد الذي حاول حتى وقت قريب أن يقدم نفسه في صورة الحاكم العصري الغربي.
· كذلك غابت إسرائيل عن خطاب الأسد، وتحولنا إلى موضوع غير مهم في ظل الأحداث التي تشهدها سورية، فلم يعد الرئيس السوري يستخدم لازمة العداء لإسرائيل لأن المتظاهرين الذين يخرجون إلى الطرقات يطالبون بتفكيك النخبة العلوية وبإزالة السيطرة الإيرانية وبتحسين وضعهم الاقتصادي، ولا وجود لإسرائيل بين هذه المطالب.