تنصل عربي من مبادرة السعودية والأخيرة تنصح عباس بعدم عزل "حماس" وتركها في الحضن الإيراني
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·      مُني تطلع إسرائيل إلى إيجاد مخطط للتسوية السياسية بالتعاون مع دول الجامعة العربية بالإخفاق. وقد بلّغت جهات سياسية رفيعة المستوى في السعودية ومصر والأردن إلى جهات إسرائيلية عليا، في محادثات مغلقة، أن المبادرة السعودية "توفيت" في الوقت الراهن، وأنه ما دامت الفوضى مستمرة في مناطق السلطة الفلسطينية فلا يوجد معنى للمضي في هذا المسار.

·      هذه التوضيحات تلقتها جهات سياسية وأمنية رفيعة المستوى، وبذلك تتنصل الدول العربية عملياً، أقله في الوقت الراهن، من أي مسار يتعلق بالمبادرة السعودية. وبناء على التوجهات الجديدة للحكومات العربية، يتعين على إسرائيل تعزيز قوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أي خطوة متعددة الأطراف يجب أن تقترن بموافقة دول الجامعة العربية كافة.

·      كانت إسرائيل تنتظر قدوم وفد من جامعة الدول العربية برئاسة وزيري خارجية مصر والأردن، غير أن سيطرة حركة حماس على قطاع غزة ونشوء نظام سياسي جديد مؤلف من دولتين فلسطينيتين، واحدة متطرفة في غزة وأخرى معتدلة في الضفة، أدى إلى إرباك الوضع. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى: "لقد أوضح السعوديون أنهم يودون الانسحاب من أي تدخل في عملية السلام العالقة بين إسرائيل والفلسطينيين".

·      جاء في وثيقة داخلية أعدتها وزارة الخارجية الإسرائيلية في 2 تموز / يوليو أن السعودية غيرت سياستها، بصورة جوهرية، تجاه إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وبحسب الوثيقة، فإن "امتناع السعودية من الإعراب عن دعمها الصريح لأبو مازن وحكومته الجديدة يعكس في الأساس معارضة سعودية لسياسة أبو مازن الرامية إلى عزل حماس". وبناء على التحليل الإسرائيلي، تخشى السعودية أن يؤدي عزل حماس واستمرار الحظر عليها إلى تعزيز تحالفها مع الإيرانيين. وترى أن الاستراتيجيا الصحيحة يجب أن تكون تكاتفاً قوياً بين فتح وحماس وليس العكس. وجاء في الوثيقة أيضاً أن السعوديين مستاؤون جداً من الانهيار السريع لاتفاق مكة، الذي جرى بموجبه الاتفاق على حكومة وحدة استطاعت البقاء في ظل حصار دولي قاسٍ إلى أن سيطرت حماس على غزة بالقوة ودفعت أبو مازن إلى تأليف حكومة طوارئ معتدلة في رام الله.

·      على حد قول مصادر سياسية عليا في القدس، أوضح لهم نظراؤهم في مصر والأردن والسعودية عبر عدد من القنوات المنفردة أن الطواقم التي كان من المفترض أن تأتي إلى إسرائيل منتدبة من جامعة الدول العربية ستتأخر، ومن المحتمل ألا تأتي قط خلال الفترة المقبلة. كما أوضحوا لهم أن على إسرائيل التوقف عن استخدام مصطلح "المبادرة السعودية"، لأن السعودية سحبت رسمياً دعمها لمبادرة الملك عبد الله سنة 2002 وتصطف تماماً وراء قرارات جامعة الدول العربية.