نتنياهو يكرّر شروطه للسلام مع الفلسطينيين وليفني تعتبر تجميد المفاوضات خطأ تاريخياً
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

كرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو شروطه الستة لاتفاق السلام مع الفلسطينيين، لافتاً إلى أنها تحظى بتأييد الأغلبية الساحقة من جماهير الشعب في إسرائيل. وهذه الشروط هي: أولاً، اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي؛ ثانياً، أن تؤدي التسوية الدائمة إلى نهاية النزاع ووضع حد للمطالب؛ ثالثاً، أن يتم حل قضية اللاجئين الفلسطينيين خارج تخوم دولة إسرائيل؛ رابعاً، أن تُقام الدولة الفلسطينية عن طريق اتفاق سلام وأن تكون منزوعة السلاح وأن تحتفظ إسرائيل بحق المرابطة العسكرية لفترة طويلة على طول نهر الأردن؛ خامساً، أن تبقى الكتل الاستيطانية الكبرى [في الضفة الغربية] خاضعة للسيادة الإسرائيلية؛ سادساً، أن تبقى القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل.  

وجاء ذلك في سياق الخطاب الذي ألقاه نتنياهو مساء أمس (الأربعاء) في الكنيست الذي عقد جلسة لهيئته العامة خُصصت لمناقشة "فشل حكومة نتنياهو في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، وذلك بناء على طلب 40 عضو كنيست. وهاجم رئيس الحكومة المعارضة البرلمانية، ولا سيما حزب كاديما، معرباً عن أمله بأن تضع هذه المعارضة مصلحة الدولة فوق مصالحها الحزبية الضيقة، ومشدداً على أن الجمهور الإسرائيلي العريض ينتظر من المعارضة أن تعلن ما هو موقفها إزاء شروط اتفاق السلام المذكورة بدلاً من الانشغال بمهاجمة الحكومة.

وقد افتُتحت جلسة الكنيست هذه بخطاب ألقته رئيسة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة كاديما] هاجمت فيه رئيس الحكومة وحملته المسؤولية الكاملة عن الضائقة التي تواجهها إسرائيل في الوقت الحالي، معتبرة تجميد المفاوضات [مع الفلسطينيين] وعدم الاستمرار فيها من النقطة التي وصلت إليها في أثناء ولاية الحكومة السابقة خطأ تاريخياً سيدفع الجميع، عاجلاً أم آجلاً، ثمناً باهظاً بسببه.

وأكدت ليفني أنه "إذا لم تبادر إسرائيل إلى إجراء مفاوضات على وجه السرعة فإن المبادرة ستصبح في يد الآخرين، وستكون شروط المفاوضات أسوأ، وإذا لم تُقم دولة فلسطينية من خلال الاتفاق مع إسرائيل فإنها ستُقام بتأييد عالمي خلافاً لموقف إسرائيل وستلحق ضرراً بشرعيتها، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي لن يكون في إمكان إسرائيل أن تحافظ على هويتها اليهودية".

وانتقدت ليفني تصريحات نتنياهو في سياق المقابلة المطولة التي أدلى بها إلى صحيفة "هآرتس" أمس (الأربعاء)، والتي أكد فيها أن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين غير قابل للحل، متهمة إياه بأنه يحكم على مواطني إسرائيل وأبنائهم باستمرار العيش على أسنة الحراب. وأضافت أنه على الرغم من أن حل هذا النزاع صعب للغاية، إلاّ إنه ليس مستحيلاً، ويتطلب اتخاذ قرارات صعبة.

هذا، وتكلمت في جلسة الكنيست نفسها رئيسة كتلة كاديما البرلمانية عضو الكنيست داليا إيتسيك، فاتهمت نتنياهو بالتسبب بوضع أسس الدولة الفلسطينية، وبتقويض العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة.