· أعلن هذا الأسبوع أن رئيس "هيئة الأمن القومي" في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية اللواء احتياط يعقوب عميدرور قرّر أن يتنحى عن منصبه قريبًا. وبذا، فإنه يحذو حذو أسلافه الذين تنحوا هم أيضًا عن هذا المنصب بإرادتهم.
· وعلى ما يبدو، فإن السبب الأهم الذي يقف وراء قرار عميدرور يعود إلى سرعة اكتشافه أن "هيئة الأمن القومي" مجرّد هيئة هامشية في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، وأن الذي يقرّر في كل صغيرة وكبيرة في هذا الديوان هم المقربون من بنيامين نتنياهو فقط. ولا شك في أن رئيس الحكومة نفسه يميل إلى أن يأخذ بنصائح هؤلاء المقربين، ولا سيما عندما يؤكدون صحة ما يقوم به.
· تجدر الإشارة إلى أن عميدرور غير محسوب على الجناح اليساري في الخريطة السياسية الإسرائيلية، بل إنه شخص يمينيّ بامتياز، لذا كان من المتوقع أن ينسجم تمامًا مع الأجندة السياسية السائدة في ديوان رئيس الحكومة. لكن كانت هناك مشكلة واحدة فقط، هي أن عميدرور صاحب تفكير مستقل، الأمر الذي لا يتماشى مع السياسة التي ينتهجها نتنياهو والمقربون منه.
· وكشفت صحيفة "معاريف" أن أحد أسباب الخلاف بين عميدرور ونتنياهو يعود إلى اعتراض رئيس "هيئة الأمن القومي" على تنفيذ أيّ مخطط بناء إسرائيلي في المنطقة E1 الواقعة بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم ردًا على اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بفلسطين دولة غير عضو في هذه المنظمة الدولية.
· ولا بدّ من القول إن عميدرور كان على حق، ذلك أن إقدام إسرائيل على تنفيذ أي مخطط بناء في هذه المنطقة، كان من شأنه أن يصرف أنظار الرأي العام العالمي عن الدافع الحقيقي لمبادرة الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة التي تقدمت بها السلطة الفلسطينية، وهي رفض هذه السلطة التوصل إلى اتفاق سلام دائم مع إسرائيل، وتعريض هذه الأخيرة إلى حملة نقد في العالم كله.