· مر عام على اختطاف غلعاد شليط من دون أن يحدث أي تقدم، بل إن الوضع يزداد سوءاً. مر عام تأكلت خلاله قوة الردع الإسرائيلية بدل أن يتم ترميمها. وتعتبر حادثة اختطاف شليط قصة نجاح بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين يواصلون محاولات اختطاف جنود إسرائيليين على طول الحدود مع قطاع غزة، ولا بد من أن ينجحوا عاجلاً أو آجلاً.
· بعد اختطاف غلعاد شليط ببضع ساعات قال رئيس جهاز الأمن العام (شاباك)، يوفال ديسكين، إن الأيام ولت التي كان في وسع إسرائيل فيها أن تفرض بطرق عسكرية إعادة جندي مخطوف، أو أن تحاول تخليصه بواسطة عملية بطولية. خلافاً لديسكين اعتقد رئيس هيئة الأركان العامة في ذلك الوقت، دان حالوتس، أنه يتعين على إسرائيل أن تغرق غزة في ظلام دامس وأن تلقّن الفلسطينيين درساً. وقد نفذ رئيس الحكومة، إيهود أولمرت ووزير الدفاع، عمير بيرتس، ما قاله حالوتس، تماماً مثلما جرى في أعقاب اختطاف الجنديين أودي غولدفاسر وإلداد ريغف على الحدود مع لبنان بعد أسبوعين ونصف أسبوع من اختطاف شليط.
· بحسب توصية رئاسة هيئة الأركان تم قصف محطة توليد الكهرباء في شمال قطاع غزة وبدأ الجيش الإسرائيلي سلسلة عمليات وغارات جوية في عمق القطاع تحت اسم "أمطار الصيف". والنهاية معروفة، إذ إن العمليات الإسرائيلية لم تؤد إلى أية نتيجة، وطولبت إسرائيل بتصليح محطة توليد الكهرباء التي قصفتها.
· إن سيطرة حركة حماس على قطاع غزة تجعلها العنوان الوحيد بالنسبة إلى إسرائيل. ومن أجل الإفراج عن شليط ستضطر إسرائيل إلى تنفيذ إملاءاتها. مع ذلك فإن سيطرة حماس تحمل معها أملاً معيناً، إذ إنها تحاول في هذه الأيام أن تفرض سيادتها على كل الميليشيات العاملة في جنوب القطاع. وفي حالة نجاحها في ذلك فسيكون هناك عنوان واحد واضح لإدارة المفاوضات.
· إذا لم يكن هناك خيار آخر فمن المحتمل أن تضطر إسرائيل إلى العودة إلى خيار القيام بعملية إنقاذ شجاعة، إذا توفرت معلومات استخبارية دقيقة بشأن مكان احتجاز شليط. ومن المعقول الافتراض أن الإيرانيين، الذين كانوا ضالعين في قضية اختفاء مساعد الطيار رون أراد بعد أسره في لبنان، لن يقفوا مكتوفي الأيدي هذه المرة. الكابوس الأكبر هو أن تختفي آثار شليط عدة أعوام كما هو حادث بشأن أراد.