قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن على الفلسطينيين أن يتنازلوا عن حق العودة للاجئين وعن مطالبهم القومية الأخرى، وفي الوقت عينه طالبهم بالاعتراف بحق اليهود في إقامة دولة في وطنهم التاريخي.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، أنه كي يتحقق السلام بين إسرائيل وجيرانها الفلسطينيين يجب على هؤلاء الأخيرين أن يعترفوا بحق الشعب اليهودي في إقامة دولة قومية خاصة به في وطنه، ومعنى ذلك هو أنه يجب عليهم في إطار أي تسوية نهائية شطب مطالبهم الوطنية بما في ذلك حق العودة أو أي مطالب قومية أخرى من دولة إسرائيل.
وقال: "لقد احتفلنا في نهاية الأسبوع الفائت بذكرى مرور 96 عاماً على وعد بلفور الذي أقرّ بحق الشعب اليهودي في إقامة دولة قومية في أرض إسرائيل. إن هذا الإقرار مهم لكن لا بُد من القول إنه لو لم يقم الشعب اليهودي بالاستيطان المستمر والمتجدّد على مدار 80 عاماً، ولو لم يكن مستعداً دائماً للدفاع عن نفسه بقواه الذاتية، لما قامت دولة إسرائيل أصلاً. ولا شك في أن الاعتراف الدولي بحق الشعب اليهودي في إقامة دولة خاصة به في وطنه التاريخي يحظى بأهمية، وهذا هو الأساس للاعتراف الدولي بنا بصورة عامة. ورفض الاعتراف بذلك هو عبارة عن جذر الصراع، فالأطراف التي عارضت الصهيونية رفضت وعد بلفور وقرار الأمم المتحدة من سنة 1947 [القرار 181 القاضي بتقسيم فلسطين] الذي اعترف بدولة يهودية، وهذه المعارضة ما زالت قائمة لغاية الآن".
وأشار نتنياهو إلى أن السلطة الفلسطينية تمارس منذ عشرات الأعوام تحريضاً ممنهجاً في المجتمع الفلسطيني، وإزاء ذلك لا يمكن ضمان أو معرفة ما إذا كان الاعتراف بحق اليهود في إقامة دولة سيحقق تغييراً جذرياً في عقلية الجمهور الفلسطيني. وبناء على ذلك، فإن الأساس الثاني لأي تسوية نهائية هو ضمان الإجراءات الأمنية التي يمكنها أن تدافع عن السلام وعن دولة إسرائيل في حال انهيار السلام، وهي مهمة بالنسبة إلينا وسنصرّ عليها، ويجب أن تشمل أموراً كثيرة في مقدمها بقاء الحدود الأمنية لدولة إسرائيل على طول نهر الأردن.
وأعرب رئيس الحكومة عن أمله أن يعترف شركاء إسرائيل [في مفاوضات السلام] بحق اليهود في إقامة دولة قومية خاصة بهم، مشيراً إلى أنه بموازاة ذلك ثمة من يدعو على نحو مباشر وجليّ للغاية إلى القضاء على إسرائيل مثل إيران التي ما زالت مستمرة في محاولاتها الرامية إلى امتلاك أسلحة نووية ولم تغيّر هدفها المنشود.
وأضاف أن إيران قد تكون غيّرت النهج الذي تتبعه لكن الهدف لم يتغيّر وأيديولوجيتها لم تتغير أيضاً، مؤكداً أن مجرد هذا يثبت أنه يجب مواصلة ممارسة الضغوط على النظام الإيراني نظراً إلى حقيقة أن هذه الضغوط هي التي تسببت بجلب هذا النظام إلى مائدة المفاوضات. وقال: "إنني على يقين من أنه إذا ما استمرت ممارسة الضغوط على إيران فسيتم نزع قدراتها النووية العسكرية، وإذا ما تم تخفيف الضغوط ستمضي إيران قدما نحو امتلاك قدرات كهذه"، مشدداً على أن حكومته ما زالت ملتزمة ضمان عدم تحقيق إيران هدف امتلاك قدرات نووية عسكرية.