· ليست المشكلة في بنود الاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار، وإنما في التوقعات الكبيرة التي بثتها القيادة السياسية وقيادة الجيش عند بدء الحرب. الجمهور في إسرائيل كان مستعداً لدفع الثمن الباهظ في الجبهة الداخلية وجبهة القتال بدل انتصار ساحق في ساحة المعركة أو بدل رأس (حسن) نصر الله، من منطلق الإيمان بأنه في نهاية الحرب لن تكون هناك منظمة عسكرية تدعى حزب الله. لكن ليس هذا هو ما حصل بالفعل.
· النتائج غير الساحقة في القتال ضد منظمة حرب عصابات من شأنها أن تمسّ بقوة الردع لدى إسرائيل في نظر العالم العربي على المدى البعيد، بدل ترميمها بموجب الأهداف السامية للحرب. فليس مهماً كيف سيبيع لنا رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش الاتفاق على وقف القتال. من ناحية الردع ما هو مهم هو كيف ستفهم الجماهير في دمشق والقاهرة وبيروت الوضع، وهل نحن هزمنا من وجهة نظرهم؟
· الآن أصبح متأخراً القيام بقسم من الخطوات التي لم تتم في الأسابيع الأولى للحرب. وفي النقاشات التي جرت أمس في قيادة المنطقة الشمالية في صفد بمشاركة وزير الدفاع بيرتس، ورئيس هيئة أركان الجيش حالوتس، وقائد المنطقة الشمالية الرسمي أودي آدم، وقائد المنطقة الشمالية الفعلي ونائب رئيس هيئة أركان الجيش، موشيه كابلينسكي، ساد الانطباع بأنه على خلفية التطورات السياسية الدراماتيكية فإن السؤال الرئيسي المطروح على الأجندة الآن هو سؤال متواضع: كيف نستخرج الحد الأقصى من الوضع الذي انوجدنا في خضمه؟
· إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف النار ينبغي عدم إرسال باقات الورد إلى الجيش الإسرائيلي وإنما ينبغي بالذات إرسالها إلى الولايات المتحدة، تقديراً للإصرار الذي أظهره مندوبوها خلال المداولات في الأمم المتحدة.