قرار نتنياهو عدم تقديم اعتذار لتركيا متسرع وسيكلف إسرائيل ثمناً باهظاً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • إن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو القاضي بعدم تقديم اعتذار إلى تركيا عن عملية السيطرة على سفينة مرمرة التي كانت متجهة إلى غزة [في أيار/ مايو 2010]، هو قرار متسرع ويتماشى مع الموقف الذي يتبناه كل من وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون.
     
  • ومن المعروف أن يعلون ظل طوال الوقت يؤكد أن تقديم اعتذار كهذا من شأنه أن يمس كرامة إسرائيل، وأن الكرامة تُعتبر رصيداً استراتيجياً مهماً. وما يجب قوله رداً على ذلك هو أن المساس بالكرامة ربما سينطوي على ثمن استراتيجي باهظ بالنسبة إلى إسرائيل، لأنها لم تعد تملك أصدقاء كثيرين في المنطقة وفي العالم جرّاء الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط [الثورات العربية]، وحملة التأييد العالمية التي تحظى بها المبادرة الفلسطينية الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد في أيلول/ سبتمبر المقبل.
     
  • ولا شك في أن قرار نتنياهو هذا سيجعل تركيا تنأى بنفسها أكثر فأكثر عن إسرائيل، على الرغم من أن موقفها من الأزمة المندلعة في سورية يضعها في مسار تصادم مع إيران، الأمر الذي حوّلها في الآونة الأخيرة إلى حليف مهم للولايات المتحدة كان من الممكن أن يفسح المجال أمام إمكان تحولها إلى عنصر مركزي في محور سياسي جديد يضم إسرائيل أيضاً، غير أن قرار نتنياهو المتسرع يجمّد هذه الفرصة.
     
  • وعلى ما يبدو فإن الحكومة الإسرائيلية الحالية مصرة على أن تتغاضى عن مكانة تركيا الاستراتيجية، وإلا لكانت اعتذرت منها، ولا سيما أن اعتذاراً كهذا لا يُعتبر خنوعاً أو استسلاماً، وإنما خطوة مدروسة تهدف أساساً إلى إعادة العلاقات الحيوية بين الدولتين إلى مسارها الطبيعي.