نتنياهو يقررعدم تقديم اعتذار لتركيا
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو طلب الولايات المتحدة أن تقدّم إسرائيل اعتذاراً إلى تركيا عن عملية السيطرة على سفينة مرمرة التي كانت متجهة إلى غزة [في أيار/ مايو 2010].

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرت أمس (الأربعاء) أن الإدارة الأميركية تمارس منذ الأيام القليلة الفائتة ضغوطاً كبيرة على الحكومة الإسرائيلية كي تقدّم اعتذاراً رسمياً إلى الحكومة التركية، وذلك بغية ترميم العلاقات الإسرائيلية - التركية في أسرع وقت ممكن. وفي إطار هذه الضغوط اتصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون برئيس الحكومة وحثته على تقديم اعتذار وإنهاء الأزمة الحادة بين الدولتين، موضحة أن الولايات المتحدة معنية جداً بإعادة علاقات إسرائيل بتركيا إلى مسارها الطبيعي بسبب الوساطة التي تقوم بها هذه الأخيرة في كل من سورية وليبيا.

وتعرّض نتنياهو أيضاً لضغوط داخلية من أجل تقديم اعتذار إلى تركيا من كل من وزير الدفاع إيهود باراك، ووزير شؤون الاستخبارات دان مريدور، ومستشاره لشؤون الأمن القومي يعقوب عميدرور. لكن يبدو أن رئيس الحكومة تبنّى في نهاية المطاف موقف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون، اللذين بقيا مصرّين على وجوب عدم تقديم اعتذار.   

وينتظر المسؤولون في إسرائيل حالياً أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السبت المقبل بنشر تقرير اللجنة الخاصة التي عيّنها لتقصي وقائع عملية السيطرة الإسرائيلية على سفينة مرمرة ["لجنة بالمـار"]، وذلك في حال عدم طلب الأميركيين مرة أخرى إرجاء نشره لفسح المجال أمام إمكان إنهاء الأزمة بين إسرائيل وتركيا. وهناك تقديرات في إسرائيل تشير إلى أن التقرير سيطالب بدفع تعويضات لعائلات الناشطين الأتراك الـ 9 الذين قُتلوا على متن سفينة مرمرة في أثناء السيطرة عليها في عرض البحر.

وكانت تقارير صحافية سابقة أشارت إلى أن تقرير هذه اللجنة يؤكد أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة شرعي، ولذا، فإن عملية السيطرة على السفينة التركية كانت قانونية، لكنه في الوقت نفسه يشدد على أن القوة التي استعملتها إسرائيل في أثناء تلك العملية كان مبالغاً فيها.       

وتوقع الوزير موشيه يعلون أمس (الأربعاء) أن تُبقي تركيا علاقاتها الدبلوماسية بإسرائيل، لكن من دون أن تحتفظ بسفير دائم لها في تل أبيب. وأضاف أن تقديم اعتذار لها سيلحق ضرراً استراتيجياً كبيراً بإسرائيل، فضلاً عن أنه سيُعتبر بصقة في وجه وحدة الكوماندوس البحرية التي سيطرت على السفينة التركية.

وذكرت صحيفة "هآرتس" (18/8/2011) أن وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان ثمّن، في سياق مقابلة أجرتها معه مساء أمس (الأربعاء) قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، قرار رئيس الحكومة عدم تقديم اعتذار إلى تركيا، مؤكداً أن الأخير تبنّى هذا الموقف الذي ظل [أي ليبرمان] متمسكاً به طوال الوقت، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه كان يجب إعلان هذا الموقف منذ فترة طويلة "لأن المماطلة في إعلانه أظهرتنا كما لو أننا لا نثق بأنفسنا وبمواقفنا".

وأضافت الصحيفة أن قرار نتنياهو أثار غضباً عارماً لدى الحكومة التركية، إذ أعلن رئيسها رجب طيب أردوغان أن العلاقات بين أنقرة والقدس لن تتحسن إذا لم تقدّم إسرائيل اعتذاراً عن عملية السيطرة على سفينة مرمرة، كما أن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو قال إن أمام إسرائيل خيارين لا ثالث لهما: إمّا أن تعتذر فتحسّن العلاقات بتركيا، وإمّا ألاّ تعتذر فتعمّق الفجوة بين الدولتين بصورة لا يمكن جسرها في المستقبل.