· إن حدود إسرائيل اليوم طويلة ومتعرجة، وتمتد في منطقة القيادة الشمالية وحدها على طول 220 كيلومتراً، وهي ليست محصنة بطريقة تمنع تدفق جماهير "الشهداء" من الفلسطينيين المصممين على الاستشهاد. فالسياج الحدودي الذي خًرق [في ذكرى النكبة] لا يمكنه أن يقاوم يأس اللاجئين من سكان المخيمات الفلسطينية في دول مثل سورية ومصر والأردن، والتي تعيش حالة من عدم الاستقرار. فمن الآن وصاعداً سينتهي كل خرق للحدود من جانب المتظاهرين بمذبحة.
· من أجل مواجهة الاستراتيجيا العربية الجديدة، لا خيار أمام إسرائيل غير بناء جدار فصل حقيقي بدلاً من السياج الحدودي الذي يمكن قصّه. والمطلوب بناء جدار أسمنتي شامل ومرتفع ورادع، على شاكلة جدار الفصل في يهودا والسامرة ومثل جدار الصين.
· من الواضح أن هذا الاقتراح مكلف للغاية، ويتطلب تنفيذه وقتاً طويلاً، وسيتعرض لانتقادات من جانب عدد كبير من مثقفينا. كما أن النفور من بناء الجدارن مفهوم لأنها تذكر بجدارن الغيتو اليهودي، وبجدار برلين، وتتعارض مع العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي التي تقوم على مبدأ نقل القتال إلى أرض العدو. علاوة على أن بناء الجدران يدل على عزلة إسرائيل عن محيطها وعن العالم، وعلى عدم رغبتها في التوصل إلى حل سلمي. وقد تبدو هذه الجدران كأنها عملية فرض خط حدود غير متفق عليه.
· لكن في مواجهة هذا كله علينا الإشارة إلى نقطتين، هما: النقطة الأولى، النجاح الكبير لجدار الفصل الحالي [في الضفة الغربية] في وقف الهجمات وعمليات التسلل؛ النقطة الثانية، إن إقامة هذا الجدار هي السبيل الوحيد لمنع وقوع مذبحة ليس بوسع إسرائيل تحمل نتائجها.