الولايات المتحدة وإسرائيل تدفنان المبادرة الفرنسية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مساء أمس (الاثنين)، في سياق المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه في ختام اللقاء الذي عقد بينهما في واشنطن، أن إسرائيل والفلسطينيين غير مستعدين بعد لاستئناف مفاوضات السلام فيما بينهما، وأبدت تحفظها عن المبادرة الفرنسية الجديدة [التي تدعو إلى عقد مؤتمر سلام في باريس في أواخر الشهر الحالي لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية على أساس الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي باراك أوباما]، مؤكدة أن الأوضاع الحالية غير مؤاتية لدفع هذه المبادرة قدماً، وأن واشنطن تتبنى في الوقت الحالي مقاربة فحواها التريث والانتظار نظراً إلى عدم وجود ضمانات لديها من الجانبين تؤكد أنهما سيستأنفان المفاوضات. وتعني هذه التصريحات دفن المبادرة الفرنسية وهي في مهدها.

وكانت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أكدت لصحيفة "يديعوت أحرونوت" قبل إعلان كلينتون هذا أن إسرائيل تتجه نحو رفض المبادرة الفرنسية، وأن هناك اتصالات جارية في واشنطن بين مندوبين من إسرائيل والسلطة الفلسطينية تهدف إلى دراسة إمكان استئناف المفاوضات بين الجانبين.

ومعروف أن كلاً من المحامي يتسحاق مولخو، المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والدكتور صائب عريقات ونبيل أبو ردينة من طاقم مساعدي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، موجودون في الوقت الحالي في واشنطن، ويدرس المسؤولون في البيت الأبيض مع الجانبين إمكان استئناف المفاوضات فيما بينهما قبل أيلول/ سبتمبر المقبل الذي من المتوقع أن تصوّت خلاله الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار ينص على إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 من جانب واحد.

وقالت المصادر السياسية الإسرائيلية نفسها إنه لن يجري استئناف أي عملية سياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من دون الأميركيين نظراً إلى كونهم الوسطاء الرئيسيين، وإلى أنه من دون تدخلهم وموافقتهم لن يتم تحريك شيء. وأضافت أن الأميركيين لا يرغبون في نقل زمام المبادرة إلى الأوروبيين، لذا فإنهم يبحثون عن سبل كفيلة باستئناف المفاوضات.

من ناحية أخرى أكد نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون، في أثناء اللقاء الذي عقده أمس (الاثنين) في السلفادور مع نائب وزيرة الخارجية الأميركية بيل بيرنز، أنه لا بديل من الولايات المتحدة لرعاية المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية باعتبارها أكبر شريك فيها.

تجدر الإشارة إلى أن المبادرة الفرنسية التي وافق الجانب الفلسطيني عليها تدعو إلى عقد مؤتمر سلام على أساس المبادئ التي طرحها الرئيس الأميركي باراك أوباما في الخطاب الذي ألقاه يوم 19 أيار/ مايو الفائت، وفي صلبها أن يكون الحل مستنداً إلى حدود 1967، والتي أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معارضته لها، مشدداً على مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وعلى معارضة الانسحاب إلى حدود 1967، ورفض إجراء أي مفاوضات مع حكومة فلسطينية تكون حركة "حماس" شريكة فيها.