حملة الاحتجاج الاجتماعية تعكس رغبة الأجيال الإسرائيلية الشابة في تغيير النظام الاجتماعي القديم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • لا شك في أن ما نسميه "الربيع العربي" يشكل دليلاً على الصراع بين الرغبة في الحفاظ على النظام الاجتماعي القديم، والرغبة في أن تكون المجتمعات العربية أكثر انفتاحاً إزاء الأفكار الجديدة. ويمكن القول إن الجماهير الشعبية التي تظاهرت في ميدان التحرير في القاهرة، وفي ميادين حماة ودرعا في سورية، وكذلك الجماهير الشعبية التي خرجت قبل عامين إلى التظاهر في شوارع إيران، والتي تخرج إلى التظاهر في الشرق الأوسط كله من تونس إلى اليمن، يجمعها قاسم مشترك واحد هو الرغبة في إنشاء نظام اجتماعي جديد بعد أن ضاقت ذرعاً بالنظام الاجتماعي القديم. وفي سبيل تحقيق هذه الرغبة فإن هذه الجماهير الشعبية لم تعد تخشى الوقوف في مواجهة الأنظمة العربية التي تحاول أن تحافظ على بقائها بقوة المدافع.
     
  • ونظراً إلى كون إسرائيل مجتمعاً منفتحاً فإنها لا تشبه سائر الدول في منطقة الشرق الأوسط، ولذا فإن حملة الاحتجاج الاجتماعية التي اندلعت فيها منذ أكثر من شهر تأخذ طابعاً مغايراً هو طابع سياسي في الأساس، غير مشوب بالعنف.
     
  • وعلى الرغم من أن حملة الاحتجاج الاجتماعية هذه هي بقيادة أجيال شابة لا تعرف إلى أين ستصل بها، ولم تحدد أهدافها الحقيقية، فإنه لا يجوز الاستخفاف بها مطلقاً، لأن الأمر الجوهري الكامن فيها هو وجود رغبة قوية لدى هذه الأجيال الشابة في تغيير النظام الاجتماعي القديم، فضلاً عن اعتقادها الراسخ أنها تملك القدرة على إحداث مثل هذا التغيير.
     
  • بناء على ذلك فإن العبرة الأهم التي يجب أن نستخلصها من حملة الاحتجاج الاجتماعية هي عودة الأجيال الإسرائيلية الشابة، التي تميزت في معظمها حتى الآن باللامبالاة واليأس من المؤسسة السياسية، إلى أخذ زمام المبادرة في كل ما يتعلق بتقرير مصيرها. وأستطيع القول إن رفع شعار العدالة الاجتماعية يعكس الطابع الحقيقي لهذه الأجيال. وفي الواقع، فإن لديها قيماً اجتماعية يمكن أن تساهم في ترميم ما هو بحاجة إلى ذلك على مستوى المجتمع الإسرائيلي برمته.
     
  • وكنت سابقاً قد أكدتُ مراراً وتكراراً، أن فقدان الثقة بالمؤسسة السياسية يُعتبر أكبر خطر استراتيجي يهدد إسرائيل، ولذا فإن حملة الاحتجاج الاجتماعية الحالية تشكل خطوة صحيحة على طريق تسلّم الأجيال الإسرائيلية الشابة زمام المبادرة لتقرير مصيرها بمنأى عن المؤسسة السياسية.