نتنياهو: وضع خط أحمر واضح أمام إيران يقلل من احتمال اندلاع مواجهة معها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه كلما كان الخط الأحمر الذي تضعه الأسرة الدولية أمام إيران أكثر وضوحاً فإن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية معها يصبح ضئيلاً أكثر.

وأضاف نتنياهو، الذي كان يتحدث خلال اللقاء الذي عقده مساء أمس (الاثنين) مع مجموعة من جرحى الحرب الإسرائيليين والأميركيين، أن موقف الأسرة الدولية إزاء البرنامج النووي الإيراني ما زال مفتقراً إلى الحزم المطلوب من أجل كبح هذا البرنامج.

وجاءت أقوال رئيس الحكومة هذه في إثر قيام صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نهار أمس (الاثنين) بنشر نبأ يفيد بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرس إمكان اتخاذ عدة خطوات علنية وسرية ضد إيران تهدف إلى تهدئة روع إسرائيل، وإقناع رئيس حكومتها بعدم شن هجوم عسكري من جانب واحد على المنشآت النووية الإيرانية في الوقت القريب.

وأضافت الصحيفة أن أوباما يدرس أيضاً إمكان أن يعلن على الملأ ما هي الخطوط الحمر التي في حال تجاوزتها إيران ستقوم الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري على منشآتها النووية.

وكان نتنياهو قد شن خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية أول من أمس (الأحد) هجوماً عنيفاً على الأسرة الدولية على خلفية انعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز في العاصمة الإيرانية طهران.

وقال: "لقد اجتمع في الأسبوع الفائت مندوبون عن 120 دولة في طهران واستمعوا إلى أقوال لاذعة ولاسامية تفوه بها الزعيم الإيراني، وتنسجم مع تصريحاته السابقة بشأن القضاء على إسرائيل، ولم يكلف أحد من هؤلاء المندوبين نفسه عناء الوقوف أو مغادرة القاعة احتجاجاً. إن هذا الأمر يعتبر خطراً للغاية، وخصوصاً في ضوء تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي نشر في نهاية الأسبوع الفائت والذي يؤكد ما أقوله منذ زمن طويل بأن العقوبات الدولية تؤثر في الاقتصاد الإيراني لكنها لا تعرقل مطلقاً التقدم في البرنامج النووي الإيراني."

وأضاف نتنياهو: "إن الإيرانيين يستخدمون المحادثات مع الدول العظمى من أجل كسب الوقت ودفع برنامجهم النووي قدماً. وإنني أومن بأنه يجب قول الحقيقة: المجتمع الدولي لا يضع خطاً أحمر واضحاً أمام إيران، وهذه الأخيرة لا ترى تصميماً دولياً على وقف برنامجها النووي. وما دامت إيران لا ترى هذا الخط الأحمر الواضح وهذا التصميم فإنها لن توقف التقدم في برنامجها النووي."

على صعيد آخر قال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي. أي. إيه" مايكل هايدن، الذي يقوم بزيارة لإسرائيل، في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة "هآرتس" أمس (الاثنين)، إن القرار الحاسم فيما يتعلق بمسألة شن هجوم عسكري على إيران لكبح برنامجها النووي يجب أن يُتخذ في سنة 2013 أو سنة 2014 وليس الآن، وشدد على أنه في حال اتخاذ قرار يقضي بضرورة شن هجوم كهذا فإن الولايات المتحدة وحدها هي القادرة على تنفيذ هذا الهجوم وليس إسرائيل، ذلك بأن القدرات التي في حيازة هذه الأخيرة أقل كثيراً من القدرات التي لدى الأولى.

وذكرت صحيفة "معاريف" (4/9/2012) أن ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" يمكن أن يهدئ من روع رئيس الحكومة نتنياهو، وأن يجعله يرجئ شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية في الوقت القريب.

وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تعمل مع إسرائيل في هذه الأثناء على بلورة رزمة خطوات من شأنها أن تمنع شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجري في 6 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وعلى ما يبدو ستوافق الإدارة الأميركية، في إطار تلك الخطوات، على منح إسرائيل طائرات خاصة لتزويد الوقود في الجو، وقنابل متطورة قادرة على اختراق تحصينات تحت الأرض بعمق 60 متراً. كما ستتضمن مزيداً من العمليات السرية ضد البرنامج النووي الإيراني، ومن إجراءات تضييق الخناق على صناعة النفط الإيرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أسباب تصريحات نتنياهو التي أكد فيها أن وضع خط أحمر واضح أمام إيران يمكن أن يقلل من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية معها يعود إلى وجود خشية في إسرائيل من إقدام الولايات المتحدة على توجيه إنذار علني إليها يحذرها من مغبة شن هجوم عسكري من جانب واحد على إيران، الأمر الذي من شأنه أن يلحق أضراراً فادحة بقوة الردع الإسرائيلية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (4/9/2012) إنه جرت في الأيام القليلة الفائتة محادثات هادئة بين إسرائيل والولايات المتحدة تهدف إلى خفض حدة التوتر بين الدولتين فيما يتعلق بالموضوع الإيراني، وخلال هذه المحادثات أبدت واشنطن استعدادها لوضع خط أحمر واضح أمام إيران لردع رئيس الحكومة نتنياهو عن شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية. كما تطرقت هذه المحادثات إلى إمكان عقد لقاء بين أوباما ونتنياهو على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة في الأمم المتحدة التي ستعقد في أواخر أيلول/سبتمبر الحالي.

 

المزيد ضمن العدد 1490