من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن المواجهات الأخيرة بين قوات الشرطة ومتظاهرين فلسطينيين في محيط جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، تذكير بأن الجبل بمثابة برميل من البارود يتطلب معالجة ذكية وبالغة الدقة كي لا يشعل المنطقة بأسرها. كما أن طابع الاشتباكات وعنفها يشيران إلى التصعيد الذي قد يتدهور إلى انتفاضة ثالثة.
· ويساهم الجمود السياسي في العوامل الكفيلة بإشعال الحريق. ويضاعف من الإحباط لدى الجانب الفلسطيني مواقف وتصريحات وزراء وأعضاء في الكنيست من معسكر اليمين تشجع الحكومة على التهرب من مواصلة المفاوضات وتعجّل في موتها. ولا يكتفي نفتالي بينت وأوري أريئيل ويسرائيل كاتس وآخرون، بالوقوف موقف المتفرّج الذي يشجع انهيار العملية، بل يعملون بشكل فاعل للقضاء عليها، فهذا هو الغرض من إعلان مناقصة بناء نحو 700 وحدة سكنية [استيطانية] في القدس الشرقية، وكذلك من تهديد بينت بفرط الائتلاف الحكومي إذا جرى إطلاق الأسرى الفلسطينيين [من عرب 48] بموجب اتفاق إعادة إطلاق المفاوضات الذي وقعته إسرائيل.
· ولا تقل خطورة عن ذلك مبادرة عضوي الكنيست ميري ريغيف وموشيه فايغلين اللذين طالبا في الكنيست قبل نحو شهرين بالموافقة على قرار ولو إعلاني، بشأن بسط السيادة الإسرائيلية على جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]. إن مثل هذا القرار في حال صدوره، سيزيد التوتر بشأن زيارة [يهودية]، وسيجرّ الحكومة إلى انتهاك الوضع القائم (الستاتيكو) منذ عشرات السنين، من خلال السماح لليهود بتأدية الصلاة في هذا المكان. وعلى الرغم من أن فايغلين وريغيف امتنعا في الأمس نزولاً عند "نصيحة الشرطة"، عن دخول محيط جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، فإن سعيهما بلا هوادة للسماح لليهود بتأدية شعائرهم في هذا المكان أمر كارثي. وسوف يعتبر هذا الأمر في البلاد وفي العالم أجمع مسعى إسرائيلياً "لاحتلال الجبل [الحرم القدسي الشريف]" وتهويده، أو حسب قول فايغلين: تحريره من "احتلال حركة حماس".
· إن وضع جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] محدّد بموجب الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية والأردن، وكل نية لتغيير هذا الوضع تتطلب مفاوضات وموافقة جميع الأطراف. وأي خطوة أحادية الجانب في هذا المكان المقدس بالنسبة لمليار ونصف المليار من المسلمين، وصفة مضمونة لمواجهة عنيفة مع الدول الإسلامية، ولتوتّر شديد في العلاقات مع الغرب. ولقد أدركت إسرائيل في الماضي أن الصراعات السياسية تزداد سخونة بسهولة فائقة، وتتحول إلى نزاعات خطرة للغاية عندما تصطبغ بصبغة حرب دينية.
· يتعين على رئيس الحكومة عدم الاكتفاء بالإجراءات البرلمانية لمنع صدور مثل هذه القرارات، وعليه اتخاذ موقف حازم يوضح أن إسرائيل لا تنوي انتهاك الاتفاقيات الخاصة بجبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، وذلك لإزالة خطر اندلاع مواجهة.