أبو مازن غير قادر فعلاً على حل السلطة الفلسطينية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·      إن رد الفعل الطبيعي لتهديدات أبو مازن بتسليم مفاتيح السلطة الفلسطينية وتفكيكها بصورة كاملة، هو أن نقول لهم "تفضلوا، نرجوكم، لم لا؟". إنما، لا يوجد بعد زعيم قرف حقاً من الحكم ونجح زملاؤه في إجباره على البقاء في  السلطة. ولا حاجة لنا إلى أن نستقبل تهديدات أبو مازن ببريق من الفرح كما لمع في عيني نفتالي بينت [زعيم حزب البيت اليهودي الذي يطالب بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل]. وفي الواقع، فإن تهديدات أبو مازن بالاستقالة في أساسها، لا طائل تحتها، فهو لا ينوي ذلك، وإذا وجد نفسه في وضع لا خيار أمامه سوى تنفيذ تهديداته، فإن أحداً من زملائه الشباب لن يسمح له بأن يفعل ذلك.

·      لم ينتظر جبريل رجوب ولا محمد دحلان ولا حتى مروان البرغوثي حتى سنة 2014 كي يسمحوا لزعيم مصاب باليأس بالقضاء على حلمهم في وراثة منصبه، وكي يتنازلوا عن كرسي رئيس السلطة في المقاطعة، وعن احترام الملوك والسجاد الأحمر في جميع أنحاء العالم، وبصورة خاصة عن المساعدات المقدمة من العالم مجاناً. في إمكان أبو مازن أن ينتحر سياسياً، لكن عائلته السياسية ليست مستعدة للحاق به، وهو لا يستطيع حل السلطة الفلسطينية.

·      من جهة أخرى، في بعض الأحيان فإن سير البهلوان على حبل مشدود قد يعرضه إلى خطر السقوط في الهاوية.  فإذا أراد أبو مازن أن يفعل ذلك، يتعين على إسرائيل أن توضح له أنها لن تحل مكانه، مع كل الأسى الذي سيسببه ذلك لبينت وجماعته. لكن إذا حدث ذلك، فإنه سيشكل فرصة تاريخية كي نعرض على الأردن العودة إلى جزء من المناطق التي كان يسيطر عليها حتى حرب الأيام الستة [1967]. وإذا أبدى الملك عبد الله تردده عن القيام بذلك، من المرغوب فيه أن يحصل (إن أمكن ذلك) على تفويض من دول الجامعة العربية.

·      لقد وصلت المفاوضات التي استؤنفت هذا الصباح إلى مرحلة يجب فيها الرد على التهديد بمثله. كما يجب أن نبيّن للفلسطينيين حسابات الربح والخسارة إذا دخلوا في مواجهة عنيفة. فقبل زمن قصير خرق الفلسطينيون تعهداتهم بمواصلة المفاوضات وطلبوا الانضمام إلى 15 منظمة دولية في الأمم المتحدة. وهذه الطلبات تنتظر المناقشة والموافقة عليها، وإن حل السلطة الفلسطينية سيلغيها، والدولة التي هي قيد التفكك أو الإفلاس لا تستطيع توقيع الشيكات وشراء السلع.

·      لكن على الرغم من ذلك، ليس من مصلحة إسرائيل استقالة أبو مازن وتفكك السلطة الفلسطينية. وقد شعر صائب عريقات بذلك، لكنه بالغ في افتراضه أن زيادة الضغط على القدس الراغبة في مواصلة الحوار مع أبو مازن، يمكن أن تحقق إنجازات أكبر للسلطة المنهارة في رام الله. 

·      إن الحوار مع الفلسطينيين هو أمل موجود في قلب الشعبين من أجل مستقبل مشرق. ومن دون هذا الحوار، فإن جميع أنحاء البلد ستشهد العنف الذي يشهده جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]. إن عدم الاكتراث الإسرائيلي بالابتزاز الذي يمارسه أبو مازن هو أهم ما يميز الدبلوماسية الإسرائيلية، لكن هذا يجب أن يترافق ليس فقط مع العصا ولكن مع الجزرة أيضاً، ويجب أن نقدم لأبو مازن الذريعة الملائمة التي تسمح له بالنزول عن الشجرة العالية التي صعد إليها.

·      هناك الكثير من الاحتمالات  لدى بنيامين نتنياهو، ويتعين عليه أن يقترح أحدها ويتمسك به على الرغم من المعارضين لذلك في الائتلاف الذي يتزعمه.