الولايات المتحدة تحذّر عباس من مغبّة تفكيك السلطة الفلسطينية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

حذرّت الولايات المتحدة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من مغبة تفكيك السلطة الفلسطينية في حال تفجّر جولة المفاوضات الحالية مع إسرائيل.

وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام أمس (الاثنين)، إن خطوة كهذه لن تخدم المصالح الفلسطينية وستنطوي على تداعيات خطرة في كل ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، وستلحق أضراراً فادحة بالمساعدات التي تقدمها واشنطن إلى السلطة الفلسطينية.

وجاءت أقوال بساكي هذه رداً على تصريحات أدلى بها عباس في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة "المصري اليوم" المصرية نهاية الأسبوع الماضي ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقاطع منها يوم الأحد الفائت، هدّد عباس خلالها بتفكيك أجهزة السلطة الفلسطينية وإلغاء اتفاقيات أوسلو وإعادة السيطرة على المناطق [المحتلة] إلى إسرائيل في حال إخفاق جولة المفاوضات الحالية في التوصل إلى اتفاق سلام نهائي.

وأضافت بساكي أنه في الأعوام الأخيرة تم استثمار جهود كبيرة في إقامة مؤسسات السلطة الفلسطينية، كما أن الأسرة الدولية والولايات المتحدة خصصتا أموالاً طائلة من أجل مساعدة هذه السلطة، ولا يجوز هدم هذا كله بين عشية وضحاها.

وأثارت تهديدات رئيس السلطة الفلسطينية ردود فعل كثيرة داخل إسرائيل.

وقال بيان صادر عن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية إن بنيامين نتنياهو أكد أن السلطة الفلسطينية لا تعرف ما الذي تريده، فهي من جهة تهدّد بتفكيك أجهزتها ومن أخرى تسعى للمصالحة مع حركة "حماس". وأضاف أن على السلطة أن تقرّر ما الذي تريده وأن تبلغ إسرائيل به على نحو عاجل.

وأشار مصدر سياسي إسرائيلي رفيع ضالع في المفاوضات مع الفلسطينيين إلى أن المسؤولين في إسرائيل ينظرون إلى تهديدات عباس بصورة جادة وخطرة. وأضاف أن الجوّ العام السائد في صفوف المسؤولين الفلسطينيين سلبي للغاية ومن شأنه أن يؤدي إلى اتخاذ خطوات متطرفة.

وقال وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] إن إسرائيل لن تجري مفاوضات مع الفلسطينيين والمسدس مصوّب نحو رأسها. وأضاف أن عباس يشجع "الإرهاب" ضد إسرائيل ثم يهددها بالاستقالة‘ ولذا فإنه إن كان راغباً في الذهاب فلن يوقفه أحد.

ورأى عضو الكنيست نيسان سلوميانسكي ["البيت اليهودي"] أنه في حال تنفيذ عباس تهديداته فسيكون ذلك بمثابة خير وبركة لأن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى إلغاء اتفاقيات أوسلو، لكنه في الوقت عينه شكّك في احتمال إقدام رئيس السلطة الفلسطينية على هكذا خطوة.

وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زئيف إلكين ["الليكود- بيتنا"] إن تهديدات عباس باطلة. وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية منغمسة في ملذات السلطة، ولذا فإن تحذيراتها بإعادة السيطرة الكاملة على المناطق [المحتلة] إلى إسرائيل لا أساس لها.

وأكدت رئيسة حزب ميرتس عضو الكنيست زهافا غالئون أن تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية تنطوي على خطر جديد يتهدّد مستقبل المنطقة، مشيرة إلى أنه يتعيّن على الحكومة الإسرائيلية بذل كل جهد ممكن لاستمرار المفاوضات.