تركيا تمهد الطريق لرد عسكري دولي ضد نظام الأسد
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- أوضح الرئيس السوري بشار الأسد أمس لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن "شيئاً لن يوقفه عن ملاحقة العصابات المسلحة". وكان أوغلو الذي زار دمشق أمس نقل رسالة حادة من رئيس الحكومة التركية إلى الرئيس السوري أعرب فيها أردوغان عن نفاد صبر تركيا محذراً من أن مصير الأسد سيكون مثل مصير القذافي.
- وكانت تركيا أجرت قبل يومين مشاورات رفيعة المستوى شارك فيها المسؤول الأميركي عن شؤون تركيا في وزارة الخارجية الأميركية فريدريك هوف، وأوضحت لسورية أنها منذ الآن لن ترفض المشاركة في أي عقوبات أو خطوات يقررها المجتمع الدولي ضد النظام السوري.
- لكن تركيا تلقت أمس صفعة من الأسد الذي واصل عمليات القتل ضد المدنيين على الرغم من التحذير التركي، وهي الآن بصدد تمهيد الطريق أمام اتخاذ قرار في مجلس الأمن ضد سورية، وذلك على عكس موقفها المتردد تجاه ليبيا. وتبدو تركيا اليوم مستعدة للمبادرة إلى تأييد قرار دولي بالتدخل العسكري ضد نظام الأسد.
- وفي حال اتُّخذ قرار دولي ضد الأسد، فإنه على الأرجح سيستند أيضاً إلى مواقف دول الخليج الست التي دانت بعنف سفك الدماء في الشوارع السورية، فضلاً عن أن السعودية والبحرين والكويت استدعت سفراءها في دمشق. كما يمكن للقرار الدولي أن يعتمد أيضاً على موقف الجامعة العربية التي استفاقت بعد مضي وقت طويل، وأعلنت إدانتها الأعمال التي يقوم بها النظام السوري.
- وثمة أهمية خاصة للموقف السعودي لأنه يدل على "تغير نظري" في تفكير الملك عبد الله، الذي كان غاضباً على المتظاهرين في مصر الذين أسقطوا حسني مبارك، والذي استضاف الرئيس التونسي بن علي بعد فراره من بلده في إثر التظاهرات التي جرت ضده، لكن يبدو الآن أنه انضم إلى الشعب السوري، وهو بذلك يكون قد أوضح ما هي حدود التضامن بين زعماء الدول العربية.
- ومن المحتمل أن تكون لردة فعل الملك السعودي الملك عبد الله انعكاسات اقتصادية قاسية على الاقتصاد السوري. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل سينجح التحالف العربي – التركي في توجيه الدول الغربية نحو التدخل العسكري؟ ذلك بأن من أهم أسباب معارضة العملية العسكرية ضد سورية هو التخوف من ردة فعل إيران التي ربما ترد بفتح جبهة في الخليج، ولأن المعارضة السورية لم تطالب حتى الآن بمثل هذه العملية العسكرية.
- فالمعارضة السورية والدول الغربية لا ترغبان في أن تتحولا إلى أداة في يد الأسد الذي ربما يحذو حذو ليبيا ويحول الثورة في سورية إلى حرب بين الغرب وبين نظام عربي، ولا سيما أن التدخل العسكري الغربي في ليبيا لم يتمكن، حتى الآن، من حسم الأمور لمصلحته. لكن من دون تدخل عسكري فإن الأسد لن يغير استراتيجيته، كما أن الدول العربية وحدها لن تبادر إلى شن عملية عسكرية ضد سورية.