الحجة السورية الغريبة
المصدر
The Jerusalem Post

صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة  من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.

المؤلف

·       دعا رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، كل الذين يهتمون بمصلحة إسرائيل إلى المحافظة على بقاء الأسد. وقال في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" إنه "إذا لم يكن هناك استقرار في سورية، فلن يكون هناك استقرار في إسرائيل أيضاً". ورداً على سؤال عما إذا كان كلامه هذا بمثابة تهديد بالحرب، أنكر مخلوف ذلك، مشيراً إلى أنه في حال جرى الضغط على سورية فإن إسرائيل ستدفع الثمن.

·       ويعتبر مخلوف أحد أهم الوجوه المقربة من النظام في دمشق ومن الرئيس بشار الأسد، وغالباً ما يقال إنه عندما يتحدث فهو يعكس ما يفكر فيه الأسد، من هنا علينا أن ندرك أنه عندما يتوجه إلى الإعلام الغربي فإنه يكون في وارد نقل رسالة مهمة.

·       إن التفكير المنطقي قد يفرض الأخذ بعين الاعتبار إمكان قيام الأسد، بسبب المخاطر الداخلية التي تتهدده، بالتحريض على أعمال شغب ضد إسرائيل -سواء على جبهة الجولان أم عبر لبنان- بهدف خلق مواجهة من شأنها تحويل أنظار العالم عما يجري في بلاده. لكن هذا لا يتطابق مع تعقيدات التركيبة التعددية الإثنية والدينية في سورية، وهي البلد الأكثر اختلاطاً من أي دولة عربية أخرى شهدت في الأشهرالأخيرة ثورات شعبية.

·       قد تكون الطائفة العلوية تمثل النخبة في سورية، لكن هناك طوائف أخرى مثل الدروز والشركس والشيعة والإسماعيليين وجميع الطوائف المسيحية الأخرى كالأشوريين والروم الأرثوذوكس والأرمن. أمّا السنّة فينقسمون إلى عرب وأكراد وتركمان، ولطالما كان استغلال الانقسام بين هذه الطوائف مصدر قوة لنظام الأسد.

·       إن في مصلحة كل هذه المجموعات بقاء الأسد، فهي تخاف على وجودها في حال وصل المتطرفون السنة إلى السلطة. وقد قام الأسد بتضخيم هذا الخطر، وبذل مع المقربين منه مساعي كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية من أجل تحذير الأقليات في سورية من النتائج التي تنتظرهم في حال سيطر السنة على الحكم.

·       هذه هي الرسالة التي أراد مخلوف أن يبعث بها إلى إسرائيل والمجتمع الدولي، وهو يقول لنا ما سبق وقاله للدروز والمسيحيين، وهو أن الأسد أكثر اعتدالاً ممن قد يحل محله. وسواء قبلنا مثل هذا التفكير أم لم نقبله، فالمهم أن هذا الكلام لا يشكل تهديداً لإسرائيل بقدر ما يعكس يأساً كبيراً داخل معسكر الأسد.

·       من المهم جداً أن تمتنع إسرائيل من التعبير عن آرائها ورغباتها فيما يتعلق بالثورة السورية. فنحن نرغب بشدة في توقف أعمال قتل الأبرياء المطالبين بالحرية، لكن على إسرائيل أن تتذكر أن لا علاقة لنا بالثورة في مصر ولا بالثورات في أي مكان آخر في العالم العربي. هناك أوضاع يُفضّل أن نقلل كلامنا خلالها.