على نتنياهو الاعتراف بحدود 1967
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يترقب المجتمع الدولي، بقلق، خطاب بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي بعد أسبوع ونصف الأسبوع. إذ إن الأرقام هي التي سيحدد كيفية تلقي العالم هذا الخطاب، وليس الكلمات. فإذا اعترف نتنياهو بحدود 1967، سيصغي العالم إلى كل كلمة في خطابه، أمّا إذا تجاهل ذكر هذا التاريخ، فسيقابل العالم خطابه بالرفض الكلي. من هنا، إن مستقبل إسرائيل اليوم مرتبط بقدرة رئيس الحكومة على الاعتراف بحدود 1967.

·       ولا يمكن أن يقوم نتنياهو بخطوة كهذه إلاّ إذا أدرك خطورة الوضع، وأنه بات محشوراً في الزاوية، وعليه تغيير توجهه، وقرر أن يصبح زعيماً وقائد دولة.

·       صحيح أن رئيس الحكومة شخصية مثيرة للجدل، لكنه وطني وملتزم بمستقبل إسرائيل، وهو يرى أن ضمان مستقبل هذا البلد يتم عبر اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، وموافقتهم على أن تكون فلسطين دولة منزوعة السلاح.

·       كذلك يعتقد نتنياهو أن ضمان مستقبل إسرائيل يتطلب سيطرتها (الأمنية) على وادي الأردن، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى أراضيها، وإيجاد حل خلاّق للمستوطنين وللأماكن المقدسة في القدس. وهو يؤمن بأن لا مجال لإنهاء النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني من دون مواجهة التحديات الإقليمية الاستراتيجية التي تهدد الغرب وإسرائيل.

·       كل هذا واضح وصحيح، لكن على نتنياهو أن يفهم أنه لا يستطيع تحقيق مطالبه المحقة من دون مقابل. أمّا الثمن فمعروف، وهو: موافقة إسرائيل على أن تستند الحدود بينها وبين فلسطين إلى حدود 1967 مع تبادل للأراضي وترتيبات أمنية ودولة فلسطينية منزوعة السلاح بالكامل ورفض حق العودة وضمانات دولية. ففي نهاية الأمر، ستكون أراضي الدولة الفلسطينية هي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حزيران/يونيو 1967.

·       إن الفلسطينيين ليسوا شركاء في عملية السلام لكن المجتمع الدولي هو الشريك، والصفقة معه بسيطة، وهي على الشكل التالي: يجري الانسحاب على مراحل، ويكون ذلك مرتبطاً بوفاء الفلسطينيين بتعهداتهم. كذلك يجب ألاّ يهدد الانسحاب أمن إسرائيل، وأن يكون مترافقاً مع مساعدة ودعم دوليين، ومرتبطاً بقيام المجتمع الدولي بكبح إيران.

·       ليس واضحاً حتى الآن ما إذا كان نتنياهو مهيئاً للقيام بمثل هذه الصفقة، فهو ليس محباً للسلام، لكن عليه أن يدرك أن مَن لا يدفع لا يحصل على شيء، ومَن لا يتنازل لا يستطيع الصمود.

·       إذا وجد نتنياهو طريقة للاعتراف بحدود 1967 في واشنطن فإن حياة جديدة ستكتب له، وسيمنح الأمل لنفسه ولدولته. وإذا تردد وتلعثم، فإن ذلك سيشكل نهايته.