عدم تهديد الولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية ضد المشروع النووي الإيراني يخدم إيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

·       إن تصريحات أحمدي نجاد وأسياده الهستيرية الحماسية هي دليل على عصبية النظام الايراني أكثر من كونها دليل على شعور هذا النظام بالثقة. فالمسؤولون الإيرانيون هم أكثر من يدرك ضعف دولتهم، ولا سيما في المجال العسكري. ويمكن القول إن العامل المباشر لعصبيتهم وإحباطهم هو الوضع المتدهور في سورية، فمن شأن سقوط النظام في دمشق أن يوجه ضربة شديدة ليس فقط إلى مكانة إيران في الشرق الأوسط، بل أيضاً إلى عدد من الأطراف المحلية، مثل حزب الله والجهاد الاسلامي (وإلى حد ما "حماس")، التي تعمل بصفتها الذراع الطويلة لمؤامرات إيران في المنطقة.

·       إن إمكان هزيمة النظام الحالي في دمشق على أيدي جهات أكثرها سنية معادية لإيران قد يسدد ضربة قاتلة لتطلعات إيران لأن تكون القوة المهيمنة على الشرق الأوسط بأكمله.

·       وعلى الرغم من أن الإعداد لعقد مؤتمر "عدم الانحياز" (ليس هناك اسم أكثر تضليلاً من هذا الاسم) في طهران جرى منذ زمن، فمما لا شك فيه أن المضيفين الإيرانيين سيستغلون انعقاد هذا المؤتمر في موعده الحالي حتى آخر رمق للتنديد بأميركا وإسرائيل، وللتغطية على اضطرابهم ومخاوفهم بشأن الوضع السوري. كما أن الفشل المرتقب فيما يتعلق بالأزمة السورية وانعكاساته يزيدان في تصميم طهران على التقدم وبذل جهود أكبر في سبيل الحصول على السلاح النووي. ومن المؤسف أن الطريقة التي تستخدمها الولايات المتحدة وأوروبا حتى الآن لمواجهة التهديد الإيراني تساعد إيران في تحقيق مبتغاها، والدليل على ذلك ما قاله رئيس هيئة الأركان العامة في الولايات المتحدة الجنرال مارتن ديمبسي إنه على الرغم من امتلاك إسرائيل والولايات المتحدة  المعلومات الاستخباراتية نفسها فإن "إسرائيل ترى في مطامع إيران النووية تهديداً يحتاج إلى علاج عاجل جداً لأنه قد يعرض وجودها للخطر... فالإسرائيليون يعيشون مع قلق وجودي ونحن لسنا كذلك." إن مثل هذا الكلام يزعزع الأساس الأخلاقي والعملي لمعارضة واشنطن الحازمة إمكان شن عملية عسكرية إسرائيلية مستقلة، فكيف إذا أضفنا إليه رفض واشنطن بعناد تهديد طهران بأنها لن تتردد في مواجهتها عسكرياً. فلو قامت الولايات المتحدة بتهديد إيران بعمل عسكري، واستجابت إلى طلب كثيرين من الناس، بينهم أشخاص في إسرائيل، ربما كان في إمكان المسؤولين عن أمن المواطنين في إسرائيل التفكير في القرارات الصعبة التي تواجههم بصورة مختلفة.

·       قد يكون لدى إسرائيل اليوم أفضل قيادة سياسية وأمنية، وربما أيضاً القيادة الأكثر حذراً منذ أيام بن- غوريون، ويمكن الاعتماد عليها، إذ هي قادرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في الشأن الإيراني. ولقد كان في إمكان أميركا مساعدتها في هذا الأمر، ومن المستغرب أنها لم تفعل، ذلك بأن هدف طهران الرئيسي هو زعزعة مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، والإضرار بمصالحها التي قد لا تكون وجودية كمصالح إسرائيل، لكنها مصالح حيوية. ومن المؤسف أن واشنطن ما زالت تقوم بأعمال تخدم مصلحة إيران بدلاً من استغلال ضعفها.