انتقادات الجيش تطاول السياسيين والإعلام وحتى رئاسة الأركان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تحت عنوان "اتساع دائرة الانتقاد في الجيش لطريقة إدارة الحملة في لبنان"، قال الكاتبان في تعليق صحافي:

·       إن أقوال رئيس الحكومة إيهود أولمرت، التي أدلى بها في احتفال كلية الأمن القومي أمس، بدت إلى حد ما معزولة عما يجري على الحدود الشمالية. وعندما صرح أولمرت أنه تم إلى الآن في هذه الحرب "تحقيق إنجازات لا سابق لها غيرّت وجه الشرق الأوسط"، تساءل ضباط كبار كانوا بين الحضور "هل يرى الحرب كما نراها نحن؟".

·       يعرف ضباط الجيش الإسرائيلي أن الحكاية في الشمال أكثر تعقيداً مما توصف في الخطابات الاحتفالية. مع بداية الأسبوع الرابع من القتال تتسع دائرة الانتقاد في الجيش لطريقة إدارة الحملة حتى الآن. ولا يتركز الانتقاد على القيادة السياسية فحسب، بل تُحمل هيئة الأركان العامة قسطاً من المسؤولية عما يجري. ومن يعتقد أن وسائل الإعلام تطعن المجهود الحربي بسكين في الظهر عليه أن يسمع كيف يتحدث الضباط، من رتبة رائد وحتى ضباط هيئة الأركان العامة.        

·       بعض هؤلاء يتحدث عن خطأ العنجهية، عن التفكير في أن سلاح الجو سيتغلب على مشكلة صواريخ الكاتيوشا بمفرده تقريباً، كما لو أن ] حرب[ لبنان طبعة مكررة لهجوم حلف الناتو على كوسوفو سنة 1990، وعن الإهمال الطويل لتدريب وحدات الاحتياط وتجهيزها. وثمة ضباط يقولون أن التحقيق في الحرب سيُحدث هزة أرضية في الجيش الإسرائيلي.

·       إلى جانب الانتقاد يتنامى أمل يستند إلى تغيير طابع عمليات الجيش الإسرائيلي منذ أول أمس. ما كان يجب فعله قبل أسبوعين يصار إلى فعله الآن: تقدم خمس ألوية عسكرية على طول معظم الجبهة، من المطلة وحتى زرعيت. القوات تدخل بقدرات عسكرية أكبر، بعد عمليات قصف جوي أكثر ودروس مستفادة ومعلومات استخباراتية جُمعت في أيام الانتظار. الهدف هو ضرب القوة الجنوبية لحزب الله، وحدة "ناصر"، وكذلك السيطرة على شريط بعمق خمسة إلى سبعة كيلومترات: سيكون هذا ورقة مساومة في يد إسرائيل، إلى حين نشر قوة دولية. وستمكن السيطرة على المنطقة، التي يقع جزء منها على تلال مرتفعة، من إرباك قسم  من عمليات إطلاق الصواريخ أيضاَ من المنطقة الواقعة إلى الشمال منها. عملياً، هنا بدأت المعركة على الجنوب.