بعد سنة ونصف أولمرت يراوح مكان شارون في وقف إطلاق الصواريخ التي تقدمت في الفتك والدقة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      كان رئيس الحكومة السابق أريئيل شارون سريعاً نسبياً في تشخيص مشكلة صواريخ القسّام، إلى درجة أنه في آخر جلسة أمنية عقدها، في مساء ذلك اليوم من شهر كانون الثاني/ يناير 2006، الذي انهار بعده، ألقى خطاباً وبخّ فيه مطولاً ضباط الجيش الإسرائيلي على عجزهم حيال صواريخ القسام. وقد أنصت الضباط إلى شارون بهدوء وهم يعرفون في قرارة نفوسهم أنه حتى رئيس الحكومة نفسه لا يملك حلاًّ حقيقياً للمشكلة.

·      الآن بعد مرور عام ونصف عام على حلوله محل شارون لم يتقدم إيهود أولمرت، في سعيه للتغلب على صواريخ القسام، ميليمتراً واحداً عن المكان الذي وجد سلفه نفسه فيه، في الوقت الذي أصبحت فيه هذه الصواريخ أكثر دقةً وفتكاً.

·      الجيش يقدّر أن حركة حماس ستوافق، عاجلاً أو آجلاً، على وقف إطلاق النار. فهل تلتزم إسرائيل في هذه الحالة أيضاً بالتهدئة؟ على ما يبدو فإن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) سيوصيان بعدم الالتزام. إنهما يفترضان أنه ينبغي على إسرائيل مواصلة العمل على إضعاف حماس لأن المواجهة الأوسع نطاقاً بين الطرفين في المستقبل هي شبه حتمية. وإذا ما تركت إسرائيل حماس تستعد لمواجهتها بهدوء وتركت لها أن تختار استئناف إطلاق النار في الوقت المريح لها، فإن إسرائيل ستواجه تحدياً أشد تعقيداً. مقابل ذلك فإن المقاومة الفلسطينية لاجتياح بري إسرائيلي كبير ستكون أشد من المقاومة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي الآن.

رغم التصريحات العدوانية التي أُطلقت في جلسة الحكومة أمس، فليس هناك إلى الآن انحراف كبير عن السياسة الحالية المتبعة فيما يتعلق بتفعيل القوة في القطاع. صحيح أن إسرائيل تريد أن تجبي ثمناً من حماس من جراء إجبار سكان سديروت على الهرب، لكنها غير مستعدة في هذه المرحلة لدفع الثمن من خلال جنود قتلى. ولذا فإن الاقتراحات التي تمت بلورتها هي حلول مؤقتة فقط.