واشنطن ما زالت تعمل لمصلحتنا في موضوع إيران
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       ما هو موقف الولايات المتحدة في هذه الأيام من المسألة الإيرانية؟ وماذا تقول لإسرائيل؟ لم يحظَ هذان السؤالان بمعالجة جدية في النقاش العام الدائر في إسرائيل في الفترة الأخيرة.

·       فأغلبية المشاركين في النقاش الداخلي في إسرائيل يكتفون بالأخذ بالافتراض القائل إن الولايات المتحدة ترغب في المحافظة على الهدوء حتى موعد الانتخابات الرئاسية، وربما إلى ما بعدها، وأن المشكلة النووية الإيرانية لا تهم الإدارة الأميركية بقدر ما تهم إسرائيل، وأن هذه الإدارة قد تقبل بإيران نووية وربما ستتخلى عن العقوبات.

·       لكن من المفيد أن نرى ماذا يجري في الولايات المتحدة، اللاعب الأول والحقيقي في المساعي الآيلة إلى لجم إيران، ومن المفيد أيضاً الانتباه إلى عدد من المعطيات لدى تقويم موقف الولايات المتحدة من الموضوع، بغض النظر عن تأثير الانتخابات الرئاسية القريبة.

·       إن الولايات المتحدة بدأت تُظهر منذ بداية سنة 2012 موقفاً أكثر تشدداً من السابق إزاء إيران، وقد تجلى ذلك قبل كل شيء في سلسلة العقوبات التي طالت البنك المركزي الإيراني. ويمكن القول إن الضغط على إيران عبر العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية القاسية، هو الذي أعادها إلى طاولة المفاوضات في ربيع 2012. صحيح أن هذه المفاوضات لم تثمر عن شيء، لكن تصرف الولايات المتحدة خلالها كان مختلفاً، فلأول مرة فرضت واشنطن على إيران شروطاً واضحة لنجاح المفاوضات، ولم تخضع للضغط الإيراني الرامي إلى تخفيف العقوبات. ومن المنتظر، في إثر فشل المفاوضات، فرض عقوبات أقسى.

·       في المقابل تعمل الولايات اللمتحدة على رفع جهوزيتها العسكرية في الخليج. فمنذ بضعة أشهر تتواجد هناك بصورة دائمة حاملتان للطائرات، وهذا ليس وضعاً عادياً. وعلى الرغم من التحذيرات الإيرانية للولايات المتحدة من مغبة مرور السفن في مضائق هرمز، فإن حاملتي الطائرات عادتا إلى الخليج برفقة سفينتين حربيتين، بريطانية وفرنسية. وقد أوضحت إدارة أوباما، رداً على التهديدات الإيرانية بإغلاق مضائق هرمز، بأن هذا الأمر هو خط أحمر أميركي، الأمر دفع الإيرانيين إلى التراجع عن تهديداتهم. وفي الفترة الأخيرة وردنا الخبر السار بأن القنبلة الأميركية القادرة على تدمير المخابىء تحت الأرض باتت جاهزة للاستخدام لدى بروز الحاجة إليها، وبحسب التقديرات فإن هذه القنبلة قادرة على تدمير المنشأة الموجودة في فوردو.

·       هل هناك تنسيق مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟ ثمة افتراض سائد بأن الولايات المتحدة تريد الهدوء حتى موعد الانتخابات الأميركية، وأن كل هدفها منع هجوم إسرائيلي. وبحسب هذه الرواية فإن كل الزيارات الأخيرة التي قام بها كبار المسؤولين الأميركيين لإسرائيل، وزيارات المسؤولين الإسرائيليين للولايات المتحدة، كانت تهدف إلى نقل رسالة واحدة هي: لا تهاجموا إيران.

·       ومع ذلك، من الصعب أن نصدق أن نقل هذه الرسالة يحتاج إلى هذه الزيارات كلها، ومن المنطقي أكثر افتراض أن النقاشات تناولت موضوعات أخرى، مثل تبادل الآراء وتنسيق المواقف بشأن الخيارات المختلفة لمواجهة المشروع النووي الإيراني. واستناداً إلى بعض التقارير، فإن مستشار الأمن القومي توم دونيلون عرض خطة أميركية للهجوم عندما تدعو الحاجة، وقد شدد عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية خلال الأشهر الأخيرة على أن التنسيق بين أميركا وإسرائيل بشأن إيران لم يسبق له مثيل.

·       على الرغم من ذلك، لا توجد حتى الآن إجابة واضحة عن السؤالين التاليين: هل يمكن أن تعرف الولايات المتحدة في الوقت المناسب متى ستبدأ إيران بإنتاج السلاح النووي؟ وفي حال عرفت ذلك، هل ستتحرك عسكرياً؟

·       ثمة احتمال لا بأس به لأن تكون الولايات المتحدة قد بحثت مع إسرائيل في خيارات مختلفة بمشاركة بريطانيا وفرنسا. ومما لا شك فيه أن عملية عسكرية مدروسة ضد إيران، والتي يشارك فيها عدد من الدول، لن تسيئ إلى حظوظ أوباما بالفوز في الانتخابات، وإنما قد تفعل العكس.