قال رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس إن إسرائيل لا يمكنها أن تشن هجوماً عسكرياً على إيران لكبح برنامجها النووي بمفردها من دون دعم الولايات المتحدة، وشدد على أنه في حال إقدامها على شنه بمفردها ستبقى من دون أصدقاء في العالم.
وجاءت أقوال بيرس هذه في سياق تصريحات أدلى بها خلال مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس (الخميس) في مناسبة الاحتفال بعيد ميلاده الـ89.
كما أجرت وسائل الإعلام الأخرى وقنوات التلفزة الإسرائيلية الثلاث مقابلات مع بيرس في هذه المناسبة كرر فيها التصريحات نفسها.
وأضاف رئيس الدولة أن إسرائيل تملك الحق الكامل في الدفاع عن نفسها، لكن هذا الحق لا يسمح لها بأن تُغضب جميع أصدقائها.
وأشار إلى أنه يتعين على إسرائيل أن تعتمد على الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بكبح البرنامج النووي الإيراني، وأكد أن هذه الأخيرة ستشن هجوماً عسكرياً على إيران بعد انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد بعدم السماح لإيران بأن تتحول إلى دولة نووية، وإلى أن هذا التعهد لم يكن ضريبة كلامية وإنما يعكس الموقف الأميركي الحقيقي إزاء البرنامج النووي الإيراني.
وتأتي تصريحات رئيس الدولة بعد أيام قليلة من التصريحات التي أدلى بها كل من وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتين ديمبسي، بشأن إيران، وبشأن احتمال إقدام إسرائيل على شن هجوم عسكري عليها لكبح برنامجها النووي. وقد أكد ديمبسي فيها أن أقصى ما يمكن أن يؤدي إليه هجوم عسكري إسرائيلي على إيران، في حال شنته بمفردها، هو إرجاء إنتاج أول قنبلة نووية إيرانية عدة أعوام، مشدداً على أن إسرائيل لا تملك قدرة كافية على تدمير البرنامج النووي الإيراني.
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن بيرس يؤكد في المجالس المغلقة مع المقربين منه أن سلوك كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، فيما يتعلق بالموضوع الإيراني، يتسم بعدم المسؤولية الوطنية، وأن طريقة العمل التي يتبعانها غير صحيحة. كما أنه يشدد على أن إقدام إسرائيل على شن هجوم عسكري على إيران من دون تنسيق مع الولايات المتحدة سيلحق بإسرائيل كارثة كبرى.
وأصدر المقربون من رئيس الحكومة بياناً ردوا فيه على تصريحات بيرس هذه.
وجاء في البيان أن بيرس نسي ما هي وظيفة رئيس الدولة في إسرائيل، والتي لا تخوله صلاحية اتخاذ أي قرار يتعلق بالحروب أو بالعمليات العسكرية.
واتهم البيان رئيس الدولة بارتكاب ثلاثة أخطاء فادحة في حياته، وهي توقيع اتفاق أوسلو سنة 1993 [مع الفلسطينيين] والذي تسبب بمقتل أكثر من 1000 إسرائيلي، وتأييد خطة الانفصال عن قطاع غزة [في خريف 2005] والتي تسببت بتعريض المنطقة الجنوبية لخطر الصواريخ، ومعارضة قصف المفاعل النووي في العراق سنة 1981.
وأصدر المقربون من وزير الدفاع إيهود باراك بياناً ردوا فيه على تصريحات بيرس. وقال البيان إن ما قاله بيرس بشأن عدم امتلاك إسرائيل قدرة كافية على تدمير البرنامج النووي الإيراني معروف للجميع وفي مقدمهم وزير الدفاع، ومع ذلك من حق رئيس الدولة أن يجاهر على الملأ بما يعتقد به.