· بعد أسبوع من انفجار أزمة صواريخ القسّام يتوجب على حكومة إسرائيل أن ترفع لنفسها بطاقة صفراء (إنذارية). وإذا كانت هذه الحكومة في الأيام الأولى مشلولة فإنها على ما يبدو تصلي الآن لوقوع معجزة يحدثها سلاح الجو في غزة.
· ليس من المريح أن نعترف بما يلي: ربما توجد لدينا خطط رائعة، لكن حركة حماس هي الفائزة الآن بالنقاط. فهي تضع لنفسها أهدافاً وتحققها بعنف هدفاً تلو الآخر، وتخطو قدماً نحو تسلم السلطة بصورة حصرية من دون معارضة في قطاع غزة.
· في مقابل ذلك، أي أهداف لدينا؟ ما هي السياسة الإسرائيلية المضادة لحماس في قطاع غزة؟ هل توجد أصلاً سياسة كهذه؟ وما هي التعليمات التي أصدرتها المؤسسة السياسية إلى الجيش في الأزمة الحالية؟ التصفيات الموضعية ليست سياسة، وإنما هي حل تكتيكي. كما أن إعلان "وضع خاص" في الجبهة الداخلية ليس سياسة.
· لم تبدأ الأزمة الحالية من بلدة سديروت. لقد بدأ كل شيء عندما حاولت حركة حماس منع تطبيق خطة حكومة هنية الأمنية. وعلى هذه الخلفية قتل رجال أجهزة فتح في معبر كارني. وفي اليوم السابع للأزمة حققت حماس هدفها، ولم تعد هناك خطة أمنية، وأصبحت القوة التنفيذية لحماس هي المسيطرة على الأرض من غير مضايقة من أحد. هذه المرة لم تتغلب حماس على فتح فحسب، بل داست عليها أيضاً.
المواجهة المسلحة والقاسية مع فتح أثارت موجة من الانتقاد الداخلي لحماس في الشارع الفلسطيني. وكي لا تخسر حماس الشارع توجهت "بطلب المساعدة" إلى إسرائيل (أي لجأت إلى التصعيد). وهي لم ترغب في ضربة مؤلمة جداً، وإنما في ردة فعل بسيطة تصرف الأنظار عنها. وفعلاً تلقت ما طلبته تماماً. لو كانت حماس راغبة في تلقي ردة فعل إسرائيلية قوية لكانت أخرجت صواريخها بعيدة المدى وقصفت مدينة عسقلان.