أضرار الثورة المصرية أكثر من فوائدهـا
تاريخ المقال
المصدر
- في أحد اللقاءات الصحافية التي أجريتها مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك وجهت إليه سؤالاً عن الشعور الذي انتابه لدى إعدام [الرئيس العراقي السابق] صدام حسين، فردّ علي قائلاً إن ذلك كان عملاً مهيناً ومخجلاً ومرعباً، مشدداً على أنه لم يصدّق أنه يمكن إعدام رئيس دولة والتنكيل بجثمانه، وعلى أنه لن ينسى هذا الحدث البربري مطلقاً.
- وفي ذلك الوقت لم يكن أحد يمكن أن يتخيّل أن مبارك نفسه قد يواجه المصير ذاته الذي واجهه صدام حسين. ومع بدء محاكمته في القاهرة أمس (الأربعاء) لا بد من القول إن جميع اللقاءات الصحافية التي أجريتها مع الرئيس المصري السابق تركت لديّ انطباعاً قوياً بأنه كان يتمتع بحسّ عال إزاء نبض الشارع المصري، لكن يبدو أنه على الرغم من ذلك ارتكب سلسلة من الأخطاء التي كلفته فقدان سلطته، وربما ستكلفه فقدان حياته أيضاً.
- إن ما يحدث في مصر الآن هو أن الجمهور العريض يمارس ضغوطاً على المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أجل إعدام مبارك، ويبدو أن قادة السلطة الجديدة في مصر معنيون بأن تنتهي هذه المحاكمة قبل انتهاء تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ومن المتوقع أن تُستكمل بعد ذلك إجراءات إقرار الدستور الجديد، وأن تجري انتخابات عامة لمجلس الشعب، ومن ثم لرئيس الجمهورية. ومع ذلك لا بد من القول إن الأضرار الاقتصادية - الاجتماعية التي ترتبت على الثورة المصرية بعد مرور أكثر من نصف عام على اندلاعها أكبر كثيراً من فوائدها، وإذا لم يعد المستثمرون والسياح إلى مصر قريباً فإنها مهددة بأن تغرق في كارثة ستشكل خطراً علينا أيضاً.