لماذا لا يشارك الجمهور المتدين في حركة الاحتجاج المطلبي؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • لا يشارك عدد كبير من المتدينين في حركة الاحتجاج المطلبي، وهناك من يدعي أن جمهور المعسكر الديني - القومي، اليميني في أغلبيته، يجد صعوبة في المشاركة في احتجاج مصدره يساري. لكن هذا الكلام ليس سوى حجة واهية تخفي حقيقة كئيبة.
     
  • إن سبب غياب الجمهور الصهيوني المتدين [وهو يختلف عن تيار المتدينين المتشددين من الحريديم] عن ساحات الاحتجاج هو الجمود الفكري الذي لا يسمح لهذا الجمهور بالتخلي عن الخطاب الاستيطاني السائد منذ أيام حزب المفدال [الحزب الديني القومي]، والذي يعتبر مقولة أرض إسرائيل الكاملة هي نقطة الانطلاق لأي نقاش للصهيونية المتدينة، وأن المستوطنات هي الجنة التي يجب منع الأجانب من الدخول إليها. وعلى الرغم من تكاثر الفروع التابعة لحركة بَني عكيفا [منظمة شبيبة تابعة لحزب البيت اليهودي - المفدال الجديد]، وازدياد عدد المدارس الدينية التابعة ليشيفوت هِسْدير [المدارس الدينية العسكرية الصهيونية]، وتخلي مئات الأزواج الشباب عن السكن في الضواحي وانتقالهم إلى مستوطنات واقعة خارج الخط الأخضر (لأنها أوفر اقتصادياً)، هذا من دون التطرق إلى خطة الانفصال عن غزة، فإنه لا يوجد في تيار الحركة الصهيونية المتدينة من يرغب في الحديث عن شيء غير الاستيطان.
     
  • ومع ذلك، لا بد من أن تصل التظاهرات إلى الجمهور القومي المتدين الذي ينتمي في أغلبيته إلى الطبقة الوسطى، ويعاني مثلها من غلاء المعيشة ومن أزمة السكن. فخروج هذا الجمهور إلى الشارع معناه إهمال فكرة أرض إسرائيل الكاملة والمشاركة في النضال المطلبي من أجل تحسين مستوى الحياة، الأمر الذي يعني تقدم الموضوع الاجتماعي على غيره من الموضوعات.


  • كان من المتوقع أن يؤدي أبناء التيار الصهيوني الديني الذين يعيشون في بلدات تعاني ضائقة اقتصادية وفي البلدات الفقيرة دوراً اجتماعياً  أكبر. صحيح أن مثل هذا الدور من شأنه أن يخلق في المستقبل مزيداً من الحواجز داخل مجموعة هي في الأساس غير موحدة المواقف، لكن وجوده ضروي في الأجواء العامة الحالية، لأنه يساعد في إحياء قيم أبناء هذا الجمهور، ويفتح الطريق أمام قيام حركة صهيونية – دينية جديدة.