عقد قادة حملة الاحتجاج الاجتماعية التي تشهدها إسرائيل منذ أكثر من أسبوعين أمس (الثلاثاء) اجتماعاً مطولاً أسفر عن إعداد وثيقة مبدئية تتضمن مطالبهم الرئيسية من الحكومة في مجالات الضرائب والسكن والصحة والرفاه الاجتماعي والتربية والتعليم.
وأكد قادة الحملة أن هذه الوثيقة ستكون بمثابة مرجعية للمندوبين الذين من المتوقع أن يلتقوا مندوبي الحكومة في المستقبل، لكنهم شددوا في الوقت نفسه على أنه في حال عدم إسقاط مشروع قانون لجان الإسكان الوطنية، الذي لا يتضمن بناء مشاريع سكن بأسعار مخفضة، من جدول أعمال الكنيست، فإن احتمال عقد لقاء بين مندوبيهم ومندوبي الحكومة سيصبح ضئيلاً للغاية.
ويتصدّر الوثيقة مطلب خفض نسبة الضرائب غير المباشرة، وبالأساس ضريبة القيمة المضافة. كما تطالب الوثيقة بإعادة الفائض من الضرائب التي تتم جبايتها إلى الجمهور العريض من خلال الميزانية العامة للدولة. أمّا المطالب الأخرى فهي: زيادة الميزانية الحكومية المخصصة للجهاز الصحي؛ كبح عمليات الخصخصة في مؤسسات الرفاه الاجتماعي؛ زيادة ميزانية وزارة البناء والإسكان واعتماد تسهيلات جديدة فيما يتعلق بقروض الإسكان الحكومية والمساعدات الخاصة باستئجار البيوت؛ فرض قانون التعليم الإلزامي منذ سن 3 أشهر.
وخلال الاجتماع نفى رئيس الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين إيتسيك شمولي أن تكون هناك خلافات بين قادة حملة الاحتجاج، وقال إنه كان في إمكان اتحاد الطلاب التركيز على مطالبه الخاصة، لكنه لم يقدم على ذلك لاعتقاده أن المعركة الاجتماعية ليست فئوية وإنما تخص جميع فئات المجتمع الإسرائيلي.
واشترك في هذا الاجتماع مندوبون من 40 مدينة وبلدة في إسرائيل أقيمت فيها خيم اعتصام احتجاجاً على أزمة السكن، ومندوبون من حملة الاحتجاج على ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية، ومن اتحاد الطلاب الجامعيين. وتقرّر لدى انتهاء الاجتماع تشكيل طاقم قيادي لجميع خيم الاحتجاج لتنسيق الخطوات المقبلة.
وذكرت صحيفة "معاريف" (3/8/2011) أن عدة حركات يمينية إسرائيلية ستنظم مساء اليوم (الأربعاء) تظاهرة خاصة تضامناً مع حملة الاحتجاج الاجتماعية، وذلك تحت شعار "لا لإسقاط الحكومة، نعم للعدالة الاجتماعية". وأضافت الصحيفة أن المدير العام لـ "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة" [الضفة الغربية] نفتالي بينيت زار أمس (الثلاثاء) موقع خيم الاحتجاج في جادة روتشيلد في وسط تل أبيب للإعراب عن تضامنه مع المحتجين على أزمة السكن، وأكد في أثناء هذه الزيارة أن جميع فئات الشعب في إسرائيل تعاني من المشكلات الاجتماعية نفسها.