· السؤال الأمني الأكثر أهمية في المدى الزمني المباشر يتعلق باحتمال اندلاع الحرب في الشمال في الصيف المقبل، وهذه المرة مع سورية. وبحسب رأيي المتواضع فإن احتمالاً كهذا ضئيل.
· صحيح أن قوة الردع الإسرائيلية تضررت في حرب لبنان الثانية في الصيف الماضي، لكنها لم تهبط إلى المستوى الذي يشجع سورية على شن الحرب. وبمرور الوقت يفهم السوريون أكثر فأكثر أن انطباعهم الأولي بشأن ضعف الجيش الإسرائيلي في الحرب ضد حزب الله كان انطباعاً مغلوطاً فيه.
· أولاً تبين لنا وللسوريين أن نتائج الحرب نجمت عن انعدام التجربة لدى القيادة الأمنية، وعن عيوب إدارية في قيادة الجيش. ثانياً، في الفترة التي مرت منذ الحرب فهم السوريون أنه على الرغم من عدم نجاح الجيش الإسرائيلي في منع إطلاق صواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى، فقد نجح في القضاء على كل منصات إطلاق الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى. ومثل هذه الصواريخ موجود في حيازة السوريين. ثالثاً يعرف السوريون أنه في الحرب ضد سورية لن تلعب إسرائيل وأيديها مكبلة خلف ظهرها. وسيكون وارداً لديها حتى احتمال احتلال دمشق وإسقاط النظام السوري.
· هناك احتمال آخر لاندلاع حرب في الصيف يتعلق بتجدد إطلاق النار من جانب حزب الله. هذا الاحتمال ضعيف جداً أيضاً. فقد تعرض حزب الله لضربة قوية وفقد المئات من مقاتليه. كما أن حزب الله غير قادر على العمل بحرية جنوبي الليطاني، كما كانت الحال قبل حرب الصواريخ في الصيف الماضي. علاوة على ذلك فإن حسن نصر الله يجد صعوبة في أن يقنع الشعب اللبناني بتقبّل الدمار الذي تسبب به نتيجة حرب لبنان الثانية. وهذه هي الأسباب التي جعلت الأشهر التسعة التي مرت منذ الحرب الأخيرة الأكثر هدوءاً في تاريخ حدودنا الشمالية منذ 30 عاماً.
كل ما قيل أعلاه لا يتناقض مع ضرورة الاستعداد للحرب منذ الآن. ويجب أن تكون فرضية العمل في الجيش الإسرائيلي أن من المحتمل اندلاع حرب إضافية في الصيف المقبل. كما لا يجوز لنا أن ننسى العامل الإيراني. إن من شأن الإيرانيين، في حالة تفاقم نزاعهم مع العالم الحر على خلفية سعيهم لامتلاك سلاح نووي، أن "يضحوا" بحلفائهم في لبنان، وأن يصدروا إليهم الأوامر بفتح النار، حتى لو كان الأمر يتعارض مع المصلحة الضيقة لحزب الله.