· في كل مرة نسمع، نحن الإسرائيليين، عن "مشكلة لاجئي 1948" تنقبض البطون من كثرة الهلع والقلق. ولقد أصبحت مشكلة اللاجئين لدينا اسماً مرافقاً لحق العودة، وحق العودة هو القضاء على إسرائيل. وربما حان الوقت لترتيب أفكارنا، وللفصل بين مشكلة اللاجئين وبين ما يسمى حق العودة.
· يمكن، بل يجب حلّ مشكلة اللاجئين، لكن لا بواسطة عودتهم إلى مناطق دولة إسرائيل في حدودها السلمية. يجب رفض مطلب عودة اللاجئين إلى مناطق دولة إسرائيل لأنه إذا ما تحقق فستقوم هنا دولتان فلسطينيتان ولن تكون حتى دولة واحدة للشعب اليهودي. علاوة على ذلك فإن حل مشكلة اللاجئين هو مصلحة حيوية لدولة إسرائيل لأنه ما دامت هذه المشكلة لم تحل، وما دام مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين يعانون في مخيمات غير إنسانية، فلن نذوق طعم الراحة.
· حان الوقت لنعترف علناً بأننا نتحمّل قسطاً من المسؤولية عن كارثة اللاجئين الفلسطينيين. ودولة إسرائيل ناضجة وقوية بما فيه الكفاية كي تعترف بمسؤوليتها الجزئية، وأيضاً كي تقبل الاستنتاج المترتب على ذلك، وهو أن نأخذ على عاتقنا جزءاً من مجهود تسوية مشكلة اللاجئين في إطار اتفاقات السلام وخارج حدود السلام المستقبلية لدولة إسرائيل.
ربما يجدر بقادة إسرائيل أن يبادروا إلى نقاش مشكلة اللاجئين الفلسطينيين واقتراح مشاركة إسرائيلية في حل المشكلة. ومن ناحية إسرائيل، حتى لو تم توقيع اتفاقيات مع كل أعدائنا، من دون أن يكون هناك جواب لضائقة اللاجئين، فلن نحظى بالهدوء.