· يوم 12 تموز/ يوليو 2006 استمع رئيس هيئة الأركان العامة ، دان حالوتس، إلى توصيتين تقدمت بهما قيادات عسكرية رفيعة المستوى بضرورة تعبئة جيش الاحتياط. لكن حالوتس لم يوافق، في تلك المرحلة، على فكرة التعبئة الشاملة للاحتياط من أجل الاستعداد للخيار البري.
· هذه الأمور بقيت محصورة داخل غرف هيئة الأركان العامة. غير أنّ ما غاب عن نظر أعضاء الحكومة في تلك الأيام ظهر بوضوح في محاضر مداولات هيئة الأركان العامة التي وصلت إلى لجنة فينوغراد، وكذلك في شهادات القادة العسكريين أمام اللجنة.
· ما يتضح من هذه المحاضر هو أنه منذ الساعات الأولى لنشوب الأزمة مع لبنان ظهر في هيئة الأركان العامة تياران مختلفان بشأن ماهية الأزمة وكيفية معالجتها. ولا يتعلق الأمر بفوارق تكتيكية. إن الساعات الأولى للأزمة ساعات حرجة تم في سياقها، بطبيعة الحال، تعريف الأزمة واختيار الطرق والوسائل لبلوغ الهدف. والطريقة التي اختيرت في ذلك الوقت هي التي أثرت في نتائج الحرب في نهاية المطاف.
· الحكومة لم تعرف قطّ أن هناك آراء أخرى في هيئة الأركان العامة، وبالتالي لم تطلب ولم تعرض أمامها بدائل أو أفكار أخرى. وبحسب ما تسرب من لجنة فينوغراد فإن رئيس هيئة الأركان العامة أخفى آراء كبار ضباط الهيئة الذين لم يشاطروه تفكيره. لو أُبديت آراء مختلفة فلربما اتخذت الحكومة قرارات مختلفة، أو على الأقل ربما طرحت أسئلة أكثر جدية.
"التيار الثاني" داخل هيئة الأركان العامة واصل التعبير عما يجول في خاطره طوال أيام الحرب، في موازاة الخط المركزي الذي قاده رئيس هيئة الأركان العامة، لكن صوت هذا التيار بدأ يضعف ويتلاشى في خضم التخبط الذي أفضت خطوات قيادة الجبهة الشمالية إليه.