نتنياهو منع عقد لقاء سري بين بيرس وعباس
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

علم المراسل السياسي لصحيفة "معاريف" بن كسبيت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منع في آخر لحظة عقد لقاء سري في العاصمة الأردنية عمان يوم 28 تموز/ يوليو الفائت بين رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان الهدف منه دراسة إمكان استئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وقد بادر بيرس إلى اقتراح عقد هذا اللقاء من خلال الاتصال بعباس وتبليغه أنه ينوي أن يعرض عليه خلاله اقتراحات عينية تتيح إمكان استئناف المفاوضات، ومنع مبادرة أيلول/ سبتمبر في الأمم المتحدة [تأييد إعلان إقامة دولة فلسطينية مستقلة من جانب واحد].

وخلال الاتصالات التي أجراها بيرس ومبعوثوه بعباس ومبعوثيه جرى أيضاً التلميح إلى أن رئيس الدولة سيطرح على رئيس السلطة الفلسطينية خرائط مفصلة تتعلق بالتسوية النهائية، وأن اللقاء بين الاثنين سيتم بإذن من رئيس الحكومة الإسرائيلية. وقد استجاب عباس في نهاية المطاف لاقتراح بيرس وتوجه إلى الأردن في الموعد الذي اتفق عليه، لكن قبل وصول سيارته إلى المعبر الحدودي تلقى اتصالاً هاتفياً من آفي غيـل، المقرّب من رئيس الدولة، وبلغه أن هذا الأخير لن يتمكن من لقائه لأن رئيس الحكومة لا يسمح له بأي حيّز من المناورة.

وقالت مصادر مقربة من رئيس الدولة إن بيرس يشعر باليأس الكبير بسبب مواقف رئيس الحكومة، وأنه يعتقد أن منع عقد هذا اللقاء السري بعباس يعتبر إهداراً لفرصة تاريخية كان من شأنها منع مبادرة أيلول/ سبتمبر الفلسطينية في الأمم المتحدة.

ولا شك في أن هذا النبأ يصب في مصلحة رئيس السلطة الفلسطينية الذي يمكنه أن يدعي أنه استنفد جميع المحاولات قبل التوجه إلى الأمم المتحدة، وأن إسرائيل هي التي ترفض السلام ولذا فإن المسؤولية الكاملة عن عدم استئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق تقع على عاتق رئيس الحكومة الإسرائيلية.     

وكانت صحيفة "هآرتس" (29/7/2011) قد أشارت إلى أن بيرس يجري في الآونة الأخيرة اتصالات مكثفة مع القيادة الفلسطينية تهدف إلى استئناف المفاوضات المباشرة ومنع الأزمة المتوقع أن تندلع في أيلول/ سبتمبر المقبل، في حال اتخاذ الجمعية العامة في الأمم المتحدة قراراً تؤيد فيه إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 من جانب واحد. وتتم هذه الاتصالات من خلال التنسيق الكامل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وأضافت الصحيفة أن بيرس عقد يوم الثلاثاء الفائت اجتماعاً مطولا مع صائب عريقات، رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، وأن كليهما استعرضا خرائط تتعلق بالضفة الغربية والقدس الشرقية، وذلك في محاولة لبلورة معادلة تتجاوز الخلافات بين الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني] بشأن اعتماد خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967 كأساس لمفاوضات الحل النهائي.