اتهام الإعلام بتغذية حزب الله بمعلومات عن الجيش خطأ لكن له دوراً في تفشي الكآبة والهلع
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      الإعلام هو أحد ضحايا حرب لبنان الثانية. والتصريحات الغاضبة التي يطلقها الجمهور ضده بلغت ذروتها. الادعاء الرئيسي الذي يساق ضد الإعلام هو أنه كشف أهدافاً إسرائيلية لحزب الله، وشكل ضابط استطلاع لمطلقي قذائف الكاتيوشا، وكشف أهداف هجوم الجيش الإسرائيلي في الحرب، وكان مسؤولاً عن الضرر الذي لحق  بمعنويات الجمهور والجيش. واتُهمت الرقابة العسكرية بأنها سمحت للإعلام بالعربدة.

·      يقول خبراء في الجيش إن اتهام الإعلام بأنه غذّى حزب الله بمعلومات عملانية هو اتهام غير صحيح. ومع ذلك فإن للإعلام دوراً في مناخ الكآبة الذي تفشى بين الجمهور خلال الحرب. كما كان للإعلام دور في زيادة الهلع الجماهيري.

·      إسرائيل دولة ديمقراطية ويوجد فيها مجتمع مفتوح وجيشها هو جيش الشعب. لكن هذه الحقيقة لا تلزمها بأن تفتح مناطقها، بعدم مسؤولية، أمام وسائل إعلام عربية من دول معادية في إبان الحرب. من الصعب أن نصدق أن طاقماً صحافياً عمل في إسرائيل في أثناء الحرب لمصلحة تلفزيون المنار، وأنه سمح لطاقم عربي بأن يقوم بالتصوير لمصلحة تلفزيون العالم الإيراني، ولكن هذا ما حدث. كما عملت في إسرائيل خلال الحرب طواقم من محطات الجزيرة والعربية والحرّة، وأيضاً طواقم من مصر والسعودية وأبو ظبي ولبنان.

·      من المشكوك فيه أن يكون في وسع الرقابة مستقبلاً أن تصمد أمام الضغط الشامل للإعلام. ولا يمكن أن يكون الجواب على ذلك، كما جرى في الحرب الأخيرة، هو التنصّت على هواتف الضباط الذين يتحدثون مع الصحافيين، وإنما يجب الاستعداد لوضع خطة جدية.