· على الرغم من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بدأ حملته التي تهدف إلى انتخابه لولاية رئاسية ثانية والتي تستلزم التركيز على القضايا الداخلية، إلاّ إنه من غير المتوقع أن ينفض يده من محاولة التوصل إلى تسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية كما وعد في بداية ولايته.
· وينوي أوباما في غضون الأسابيع القليلة المقبلة أن يلقي خطاباً بشأن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يطرح فيه رؤيته للسلام التي ستتضمن على ما يبدو العناصر التالية: استهلال المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بمناقشة قضية الحدود وسائر القضايا الجوهرية؛ إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 مع بعض التعديلات الطفيفة وتبادل أراض على أساس دونم في مقابل دونم؛ معارضة إعلان إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد، مع أنه يدرك جيداً أنه في حال إصرار الفلسطينيين على إعلان إقامة هذه الدولة فإنها ستحظى باعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة على الرغم من معارضة الولايات المتحدة.
· ويعتقد أوباما أن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يتم من خلال التوصل إلى اتفاق بين الجانبين فقط. لذا، فإنه سيحاول أن يمارس ضغوطاً على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي سيزور واشنطن في أيار/ مايو المقبل، وعلى السلطة الفلسطينية، لبدء حوار فيما بينهما قبل انعقاد دورة الجمعية العامة في أيلول/ سبتمبر المقبل. ويجري مستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس والمبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية المحامي يتسحاق مولخو منذ بضعة أيام محادثات سرية لدفع عملية استئناف المفاوضات [بين إسرائيل والفلسطينيين] قدماً. ووفقاً للمعلومات التي وصلت إلى البيت الأبيض فإن نتنياهو في صدد إعلان سلسلة من مبادرات حسن النية إزاء الفلسطينيين بهدف تعزيز الثقة بين الجانبين.
· غير أن ما يجب تأكيده هو أن أوباما الذي بدأ حملة من أجل انتخابه لولاية رئاسية ثانية يملك قدرة محدودة لممارسة ضغوط على نتنياهو، وذلك بسبب حاجته إلى أصوات اليهود في الولايات المتحدة، والأهم من ذلك بسبب حاجته إلى تبرعاتهم. الأمر الذي ظهر في تعيين أوباما مؤخراً مستشاره دان شابيرو، المعروف بتأييده لإسرائيل، سفيراً جديداً في تل أبيب بهدف إظهار وده لها.
· وفي حال عدم تحقيق تقدم في موضوع استئناف المفاوضات، فسيدرس المسؤولون في البيت الأبيض بديلاً آخر هو زيارة أوباما لإسرائيل من أجل إلقاء خطاب في القدس والتوجه من خلاله إلى الرأي العام الإسرائيلي. وفي كل الأحوال، ينوي أوباما مواصلة اهتمامه بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بهدف إيجاد حل له، علّ ذلك يساعده في الفوز بولاية أخرى في البيت الأبيض.