خطاب نتنياهو أمام الكونغرس هو فرصة أخيرة للخروج من الجمود
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       يرى عدد من الدبلوماسيين الغربيين أن دعوة بنيامين نتنياهو إلى إلقاء خطاب أمام مجلس الكونغرس الأميركي في 22 أيار/مايو الجاري تشكل "فرصة أخيرة" في الجولة الحالية من الاتصالات السياسية التي رافقت عمليات جس النبض، والتي تجري بعيداً عن الأضواء. ويتحدث هؤلاء عن فرصة أخيرة أمام إسرائيل للخروج من الطريق الذي لن يؤدي بها إلاّ إلى حائط مسدود، وعن أن الأميركيين يتوقعون منها القيام بذلك.

·       في حال لم يُثمر الخطاب في واشنطن، والذي يُطلق عليه في القدس اسم "بار - إيلان 2" [نسبة إلى خطاب بارـ إيلان 1 الذي وافق فيه نتنياهو على حل الدولتين]، عن تفاهم إسرائيلي ـ أميركي، فإن إسرائيل ستجد نفسها في مواجهة واحد من احتمالين، هما: إعلان خطة أميركية للتسوية بين الطرفين؛ قبول أوباما بالمبادرة الأوروبية الداعية إلى إعلان قيام دولة فلسطينية من طرف واحد.

·       برزت التحضيرات الأوروبية لهذا الإعلان عندما بلّغت المفوضية الأوروبية سلام فياض [رئيس الحكومة الفلسطينية في السلطة] أن أسس قيام دولة فلسطين باتت جاهزة. في هذه الأثناء، أجّلت اللجنة الرباعية الدولية اجتماعها إلى موعد آخر، وهو تأجيل موقت من أجل السماح لأوباما بالتحادث مع نتنياهو، صراحةً، في صلب الموضوعات.

·       من المنتظر أن يكون اللقاء في واشنطن صعباً، وربما يصبح متوتراً لأن الأطراف الفلسطينية المتشددة قد تعود إلى إطلاق الصواريخ من غزة بهدف إفشال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة.

·       كذلك قد يجد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه مضطراً إلى الاختيار بين ثلاثة إمكانات: الإمكان الأول، مواصلة الادعاء أن الفلسطينيين يتهربون من المفاوضات كما فعلوا عندما لم يتجاوبوا مع اقتراحات إيهود أولمرت السخية [سنة 2008]، ولم يستغلوا فترة تجميد البناء في المستوطنات [سنة 2010]؛ الإمكان الثاني، تقديم مبادرة خاصة، يبدو أنها لم تتبلور بعد، ويدعي وزراء كثر أنهم لا يعرفون مضمونها في حال كانت موجودة؛ الإمكان الثالث، اضطرار نتنياهو إلى طرح تقليص الوجود العسكري الإسرائيلي في يهودا والسامرة من دون التوصل إلى اتفاق حقيقي مع الفلسطينيين أو مع الأميركيين والأوروبيين.

·       يعتقد موشيه يعالون الذي تلاقي آراؤه آذاناً صاغية في إسرائيل وفي الولايات المتحدة أيضاً، أن على إسرائيل التمسك بموقفها الذي حددته بعد بادرة حسن النية المتمثلة بتجميدها البناء في المستوطنات. ففي رأيه أن أي تنازل مجاني جديد سيضعف إسرائيل، لأنه سيجعل الفلسطينيين يفترضون أنها ستتنازل عن موقفها في الجولات المقبلة. ويرى يعالون أن التمسك بالمطالب الاسرائيلية الحالية هو الذي سيقرّب السلام. وهذا هو موقف شخصيات مرموقة في الليكود مثل بيني بيغن ورؤوفين ريفلين.

·       في المقابل يشير إيهود باراك ودان مريدور إلى أن إسرائيل قد تواجه عزلة دولية، وأن القرار الأحادي بإقامة دولة فلسطينية سيجعل من كل مستوطن يهودي يسكن في الضفة مواطناً غير شرعي.

·       من الممكن أن يحاول أفيغدور ليبرمان في هذه الأثناء بلورة خطة سياسية بالتعاون مع تسيبي ليفني، قد تؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تعنى بمسائل مفاوضات السلام. في الخلاصة، فإن الشهر المقبل هو الفرصة الثمينة والضروية من أجل بلورة موقف إسرائيلي متفق عليه.