من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· علينا أن نقول وداعاً للسلام مع سورية. إذ لم يعد في إمكان الذين كانوا يؤمنون بضرورة السلام من أمثالي، من خلال صيغة الانسحاب من الجولان في مقابل السلام، تجاهل ما يحدث. فلا مجال أمام الأسد لاختيار السلام والمراهنة عليه، في وقت بدأت فيه الثورة العربية الكبرى تهدد نظامه، وبدأت الجماهير السورية تثور ضده. ففي سنة 2011، لم يعد الأسد يملك الشرعية الكافية لصنع السلام، حتى لو كان يرغب بشدة في تحقيقه. إن الأوان قد فات، وخلال العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة، لا مجال لأن يفعل الحاكم السوري ما فعله السادات.
· لنقل وداعاً للسلام مع الفلسطينيين. فحتى الذين كانوا يؤمنون بضرورة حل الدولتين من أمثالي لم يعد في إمكانهم إغلاق أعينهم عما يحدث. إذ لم يعد في استطاعة محمود عباس دفع الثمن المطلوب من أجل تحقيق السلام، في ظل احتمال أن تطيح الثورة العربية الكبرى به. وفي الوقت الذي تغرق فيه الشوارع بالجماهير، لم يعد أبو مازن يملك الشرعية الكافية التي تخوله تحقيق السلام، كما أنه لا يتمتع بالحد الأدنى من الثقة المطلوبة من أجل صنعه. وحتى لو كان أبو مازن متحمساً جداً للسلام، فإن الأوان قد فات. وخلال العامين القادمين لا مجال لأي زعيم فلسطيني معتدل أن يفعل ما فعله السادات.
· لنقل وداعاً للتهدئة. إن كل الذين استفادوا من التهدئة لم يعد في إمكانهم تجاهل ما يحدث. فالثورة العربية الكبرى لم تصل إلى المناطق المحتلة لثلاثة أسباب، وهي: صدمة صعود "حماس" إلى السلطة في غزة؛ الازدهار الاقتصادي الذي حققه سلام فياض؛ الآمال بقيام دولة فلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل. ليس هناك شيء محصن إلى الأبد، وعاجلاً أم آجلاً ستصل الثورة العربية إلى المناطق المحتلة، وعندما ستتبدد الآمال بقيام الدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر، فإن الازدهار الاقتصادي لن يكفي لمنع مجيء التسونامي. ولا نعرف هل ما سيحدث سيكون شبيهاً بما حدث في تونس أم في مصر أم شبيهاً بالانتفاضة الأولى [سنة 1987]. لكن الهدوء الذي نتمتع به الآن في طريقه إلى الزوال، وإعصار الثورة سيضرب إسرائيل أيضاً.
· قولوا وداعاً لكل ما كنتم تعرفونه حتى كانون الثاني/ يناير 2011. فالشرق الأوسط قد تغير من أساسه، وأصبحت الوقائع جديدة ومتغيرة وثورية. لم يعد هناك أساس صلب لأي سلام، بما في ذلك السلام مع مصر. ولم يعد هناك وجود لقوى قوية داعمة للسلام مثل السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة. كما لم يعد هناك وجود لشركاء في العملية السلمية مثل الأسد وأبو مازن. من جهة أخرى لم يعد في الإمكان استخدام القوة في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، وبات الاحتلال أكثر خطورة مما كان عليه، وأصبحت المستوطنات هذياناً أكثر مما كانت عليه، وتحول الوضع القائم إلى كمين لاندلاع النار بعد أن سُدت كل سبل النجاة.
· يتحمل الرئيس أوباما جزءاً من مسؤولية الوضع الناشىء، فعندما قرر رئيس الولايات المتحدة أن يؤدي دوراً فاعلاً في تنحية الرئيس المصري، لم يدرك أنه، ونتيجة ذلك، سيكون مضطراً بعد شهر إلى إطلاق صواريخ توماهوك على ليبيا. كذلك لم يدرك أنه بصدد زعزعة النظام القديم في الشرق الأوسط من دون بناء نظام جديد، ولم يعلم أنه بذلك قضى على السلام الإسرائيلي ـ السوري، والسلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وعرّض السلام الإسرائيلي ـ المصري للخطر.
· من الممكن أن يكون تصرف أوباما صحيحاً، وعندما ستنتهي الأمور قد يتذكره الناس بوصفه المحرر الأكبر للشعوب العربية. لكن على الرئيس الأميركي أن يعترف بما ستسفر عنه أفعاله، وعليه أن يدرك أن وضعاً تاريخياً جديداً يتطلب نموذجاً سياسياً جديداً. فما كان يصح في سنة 2010، لا يصح في سنة 2011. لذا على باراك أوباما أن يقترح مساراً سياسياً من نوع جديد يستند إلى الانسحاب الإسرائيلي الجزئي ويعتمد على تقوية فياض. وكي لا تُشعل حرب التحرير القدس أيضاً في وقت قريب، على أوباما أن يقترح، بسرعة، سبيلاً ثالثاً.