ثمن الدعم العربي للعملية العسكرية ضد القذافي قبول أوباما بالدولة الفلسطينية المستقلة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن الهجوم على القوات الموالية لمعمر القذافي بتشجيع من جامعة الدول العربية يجب أن يذكّر بنيامين نتنياهو بهجوم التحالف الغربي ـ العربي على العراق في مطلع سنة 1991.  لقد كان الثمن الذي طلبه العرب آنذاك من الرئيس الأميركي (الجمهوري) جورج بوش الأب في مقابل تأييدهم للحرب على دولة هي عضوة في الجامعة العربية هو جر رئيس الحكومة الإسرائيلية إسحق شامير إلى مؤتمر السلام الدولي في مدريد. وقد طلب بوش من شامير أن يختار بين توسيع المستوطنات أو تقليص المساعدة الأميركية.

·       لقد أيد نتنياهو آنذاك قرار شامير الالتفاف على البيت الأبيض والحصول على الضمانات من الكونغرس، من دون أن يوقف البناء اليهودي ما وراء الخط الأخضر. وانتهى الموضوع يومها بأن خسر شامير تأييد الكونغرس الأميركي، كما خسرالسلطة في إسرائيل.

·       بعد العملية العسكرية ضد ليبيا سيكون من الصعب على أوباما أن يشرح للعرب كيف يستطيع ان يكون بطلاً في مواجهة زعيم عربي يقمع شعبه، وفي الوقت نفسه أن يساعد زعيماً يهودياً ينهب أرض شعب عربي ويستخف بأميركا.

·       إن التدخل الأميركي في ليبيا سيجعل من الصعب على أوباما عرقلة اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967 في شهر أيلول/سبتمبر المقبل.  ومن جديد يقوم نتنياهو بحشد تأييد الأغلببية الجمهورية في الكونغرس، ولا سيما أعضاء معسكر سارة بايلين، لكن  الكونغرس لا يملك صلاحية التدخل في القرارات التي لها علاقة بالتصويت في الأمم المتحدة. وحتى  إيباك [لجنة الشؤون العامة الأميركية ـ الإسرائيلية] تعرف أنه ليس من المفيد بالنسبة إليها أن يكون اليهود هم الذين سيجعلون الولايات المتحدة الدولة الوحيدة في العالم التي تقف ضد  إعطاء الفلسطينيين استقلالهم.

·       إن السبيل الوحيد كي يضمن أوباما إعادة انتخابه هو في أن يجمع من جديد بين محمود عباس ونتنياهو. وكي يوقف عباس عملية مسار اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، ويوافق على استئناف المفاوضات على التسوية الدائمة، يجب أن ينطق نتنياهو العبارة السحرية ويعترف بأن "الاتفاق سيستند إلى حدود 4 حزيران 1967." وإذا لم يتعهد رئيس الحكومة بأن يتضمن خطابه في بار إيلان 2 هذه العبارة المفتاح، فإنه سيحصل عليها  في خطاب القاهرة 2 الذي سيلقيه أوباما.